هل سلامة غذائنا في منأى عن المبيدات الحشرية والأسمدة وهل تخضع للإشراف الرقابي؟

حماة – محمد فرحة:
يلقى التغير السريع الحاصل على الاقتصاد الزراعي المعولم مخاوف  المجموعات المختلفة من الجهات المعنية تلك المتعلقة  بالإنتاج الزراعي الغذائي في دول العالم ، وبالتالي وضعها أمام واجبات الأمن الغذائي وسلامة الغذاء وجودته  من جهة، والاستدامة البيئية للزراعة المستقبلية، الأمر الذي يجب أن يحّرك الجهات الرسمية والمنظمات الدولية على وضع مقاييس ومعايير للإنتاج الزراعي والغذائي الآمن، وخاصة بالنسبة للخضراوات التي تؤكل طازجة، وهذا ما يأتي عادة عند استخدام المزيد من المبيدات غير الآمنة والمخصبات الإنتاجية والأسمدة بمعدلات أعلى  مما هو مطلوب، فعند ذلك تصبح هذه الخضراوات ملوثات غذائية، زد على ذلك  للمادة العلفية  والبيئة أيضاً.
وللحديث الأوضح والبحث عن استفسارات أكثر، وهل تتم مراقبة  المبيدات المطروحة في الصيدليات الزراعية وتخضع للإشراف،  وهل هي فعالة أم غير ذلك؟ يجيب مدير زراعة حماة  المهندس أشرف باكير  موضحاً لـ”تشرين” بأن استخدام هذه المبيدات بالشكل الأمثل والمناسب بكل تأكيد  يحسن في زيادة الإنتاج ونوعيته. فإذا كانت هذه المبيدات آمنة  ولم يتم الإفراط والمبالغة في استخدامها فلا خوف على سلامة الغذاء ، أما إن كان عكس ذلك فلا بدّ من أن تترك أثراً على المتبقي  والتربة والمحاصيل اللاحقة التي تزرع في الموقع نفسه.
وأضاف باكير: إن كل الأدوية الآمنة تحت إشراف وزارة الزراعة ومراقبتها، وخاصة تلك الموجودة لدى الوحدات الإرشادية الزراعية، في حين هناك مبيد شديد السمية مثل فوسفيت الزنك المستخدم لفئران الحقل، ولذلك يخضع لرقابة شديدة في التعامل معه.
وعن المبيدات الموجودة في الصيدليات الزراعية الخاصة،
أشار باكير إلى أنها تخضع للمراقبة والإشراف من خلال جولات ميدانية يقوم بها المشرفون عن ذلك للتأكد من سلامتها وصلاحيتها، وبانتظار أي شكوى من هذا القبيل.
بالمختصر المفيد: يواجه المزارعون اليوم عوائق كثيرة مثل محدودية الأرض الزراعية والتي تعطي إنتاجاً قليلاً، ما يدفعهم لتكثيف وزيادة مادة الأسمدة واستخدام المبيدات والمخصبات بهدف زيادة المردود الإنتاجي في وحدة المساحة، حتى وإن كان على حساب وسلامة الغذاء الزراعي المنتج، رغم أن ذلك يعدّ قضية أساسية  للصحة العامة.
ومن هذا المنطلق حددت منظمة /الفاو/  ضرورة العقلنة في استخدام المبيدات وضرورة تطبيق ذلك وفقاً للمعايير الطبيعية للتعامل مع الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية من أجل إنتاج زراعي غذائي آمن، مع التركيز على المواد العضوية كالروث ومخلفات المحاصيل، ولا مانع أن تكملها  بكميات متوازنة ومعتدلة من الأسمدة غير العضوية.
في هذه الأثناء يشكو المزارعون من سوء  فعالية المبيدات المستخدمة وعدم فاعليتها وجدواها، وهو ما تعمل عليه الشركات المنتجة بهدف الربح الكبير.
ما نأمله من المعنيين عن هذه المبيدات الموجودة في الصيدليات الزراعية، أن يقوموا بالكشف عليها ومدى فاعليتها  ومردودها الإنتاجي أو السلبي على الخضراوات.