وهم «عنتيبي»!!
صحيح على الأغلب، أن نتنياهو ما زال يعيش في وهم عملية مطار عنتيبي بأوغندا، التي جرت قبل 50 عاماً، حيث استطاعت قوة إسرائيلية تحرير حوالي 100 رهينة إسرائيلية خطفت من قبل مقاومين، وتحول هذا الحدث عند نتنياهو إلى هذيان يمكن تسميته «وهم عنتيبي» الذي يوهم صاحبه بأن «إسرائيل» قادرة على تحرير أي رهينة إسرائيلية من أي مكان في العالم، فكيف في غزة المحاصرة؟؟؟!!
في «عملية عنتيبي» قتل شقيق نتنياهو الأكبر ناثان، وهو الحدث الذي دفعه إلى ترك عمله في تسويق المفروشات في أمريكا والعودة إلى «إسرائيل» لممارسة السياسة انتقاماً لأخيه، وهذا ما جعل لـ«وهم عنتيبي» مكاناً عميقاً في عقل نتنياهو يتحكم به، رغم إنه مع تغير الظروف و ميزان القوى، أصبح هذا الوهم مدمراً، لأنه تحول إلى عمى يدفع «إسرائيل» إلى طريق يدمرها، عبر ما ترتكبه من جرائم حرب، وإبادة جماعية، بذريعة السعي لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
بعد شهرين من الحرب العدوانية الهمجية التي يشنها الكيان المحتل على غزة سعياً لتحرير الرهائن، كمقدمة للانتقام من الفلسطينيين على جرأة مقاومتهم، وبعد شهور من الجرائم الإسرائيلية الهمجية، التي ترتكبها «إسرائيل» في غزة، لم تستطع تحرير إلا رهينتين، وقد كلفت هذه العملية مقتل 67 مدنياً، وهذا ما يشكل عاراً على الكيان الإسرائيلي، وفضيحة لجيشه، وخزياً لحكومته، وهذا ما يؤكد أن (عنتيبي) باتت وهماً وخرافة وهذيان مجنون، لأن ما استطاعت فرقة كوماندوس تحريره قبل 50 عاماً كان 100 رهينة خلال ساعات، بينما الآن فإن الجيش الإسرائيلي كله بكل مؤسساته، وعبر حرب امتدت لشهور، لم يستطع تحرير إلا رهينتين فقط لا غير.. فهل يستوعب نتنياهو ماذا حصل لقوة (إسرائيل) أمام المقاومة ؟؟؟
حدث عنتيبي جاء بنتنياهو للسياسة و«وهم عنتيبي» يدفع «إسرائيل» وراء نتنياهو لترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، وليفضح كذب الرواية الإسرائيلية بأنها قادرة وقوية، وأنه لا يمكن لأي كيان مهما بلغ من القوة أن يستمر إذا كان خاضعاً ومحكوماً من قبل وهم، لأن لا شيء يدمر أي كيان أو بلد أكثر من السياسة القائمة على الوهم، وليس هناك ما يسقط الدول أكثر من قيادة تتحرك وراء ذهان هستيري أعمى، والمصيبة أن كل ذلك يهدد المنطقة كلها، ويضع شعوبها ودولها في خطر، وهذا ما يستوجب المبادرة، للوقوف في وجه هذا الوهم القاتل والمجرم، وما يستدعي المسارعة إلى صد وإسقاط هذا الذهان الهستيري المدمر.