مازال رأس المال الفكري لدينا بعيداً عن استراتيجياتنا.. وهذه نتائجه المستقبلية
حماة – محمد فرحة:
يعد رأس المال الفكري في كل دول العالم ونحن جزء منه، من أهم وأعز الموجودات قيمة في الاقتصاد.. لماذا ؟
لأنه يمثل قوى علمية قادرة على إدخال التعديلات الجوهرية على أي مشروع اقتصادي، فضلاً عن إمكانيته وابتكاراته لإيجاد الطرق للتخلص من الكثير من العقبات التي ستواجه اقتصادنا في السنين القادمة بعد رحيل وهجرة جيل فتيّ كان يمكن أن نعوّل عليه الكثير.
إننا اليوم بحاجة ماسة إلى الطاقات الشبابية الفتية المبدعة للتنمية البشرية، لأن قيمة رأس المال المعرفي للمجتمع ومؤسساته تأتي من إصلاح قطاع التعليم وتطويره، وكلنا يلاحظ تراجع هذا القطاع في شقيه الخاص والعام .
ولذلك يجب التركيز على تشجيع الحوكمة للاستثمار في التعليم على كل مستوياته. وفي بقية التفاصيل يتحدّث الاقتصادي الدكتور إبراهيم قوشجي والأستاذ في الجامعة الوطنية الخاصة لـ”تشرين”، موضحاً أثر دور رأس المال المعرفي الفكري في النهوض الاقتصادي، إذ بعد كل ما تعرض له الاقتصاد السوري من استنزاف موارده البشرية وهجرة الخبرات وتقاعد بعضها الآخر من جيل الخمسينيات ولمنتصف الستينيات، وتوقف عجلة التطور الاقتصادي في القطاع الخاص، وبعض القطاع العام أيضاً، وبالتالي تراجع عجلة التدريب والتأهيل للموارد البشرية في أغلب الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية، ما سيكون له تداعيات كبيرة مستقبلاً.
وتطرق قوشجي إلى زيادة معدل دوران العمال, ولاسيما المهرة منهم، ولذلك لابد من التوقف أمام هذه المشكلة وإيجاد المخرج اللازم ومعرفة أثرها على النهوض الاقتصادي مستقبلاً ، وكيفية الخروج منها.
وأضاف: من المعروف أن تطور الموارد البشرية أكبر الموضوعات أهمية وإلحاحاً بالنسبة للمستثمرين على مستوى المنظمات الإدارية العالمية، سواء من حيث الإعداد أو التأهيل أو الاستثمار على حدّ سواء، وهذه المشكلة ماثلة أمامنا في قضية رأس المال الفكري للموارد البشرية ومن ثم مستوى التعليم والتدريب الذي لا يسرّ هذه الأيام. هذه القضية تشير في مضمونها إلى أنه بالرغم من أهمية تنمية الموارد البشرية بشكل عام إلا أنه ينبغي أن يوجه الاهتمام إلى فئة خاصة من الموارد البشرية، يقوم عليها في الغالب نماء وازدهار المجتمعات البشرية في ظل التحديات الاقتصادية الدولية في سورية.
وعن الحل وكيفيته، يجيب قوشجي بأنه لابد من الحفاظ على الخبرات الفنية والمعرفية واستقطاب الفئة التي تمتلك الخبرة وتحفيزها وتشجيعها وتوفير سبل العيش الكريم لها، كونها صاحبة قدرة إبداعية بما يجعل إعادة إعمار القطاع الاقتصادي أمراً مطلوباً وممكناً في ظل ندرة الكفاءات البشرية اليوم.
بل يمكن القول: إن أهمية إعداد وتأهيل خريجي الجامعات والمعاهد في كل ظهور مفهوم وهو رأس المال الفكري يجب أن يولى كل الرعاية والاهتمام ضمن استراتيجياتنا .
خاتماً حديثه بأن الشركات العالمية كانت سباقة بوصولها إلى كل ذلك، وبالتالي تطرح ومنذ سنوات منتجاتها المتطورة على الحصة السوقية، من جراء انتقال العالم إلى مرحلة الإبداع في إنتاج السلع والفضل يعود لاهتمامه برأس المال الفكري وتطوير منظومة التعليم وتحسينها .
باختصار: لعل التركيز على رأس المال الفكري ينتج عنه زيادة القدرة الإبداعية، فهل تؤخذ هذه المسائل بعين الاعتبار عندنا، أم يبقى نزيف خبراتنا العلمية الإبداعية مستمراً ؟.