لكل مهنة كبوة.. والمردود هو المعيار تعقيب المعاملات ينشط.. بينما التخليص الجمركي يتراجع.. والمهن التقليدية تعاني!
درعا – وليد الزعبي:
يتحدد معيار ضعف أو قوة الإقبال على المهن من خلال الدخل والمردود المتحقق منها، والملاحظ مؤخراً أن مهناً وحرفاً وعلى خلفية تبعات الحرب على بلادنا، قد تراجع عملها كثيراً فيما نشط عمل أخرى كثيراً، أو حافظ غيرها على توازن عمله إلى حد ما، والأمثلة كثيرة.
أشار العديد من الحرفيين في مجال التمديدات الكهربائية ومنجور الخشب والألمنيوم والحديد والبلوك والبلّور والدهان والبناء، إلى أن عملهم تراجع لحدود منخفضة جداً، نتيجة تضاؤل جبهات العمل بفعل الجمود في الحركة العمرانية الحاصل بفعل تضخم التكاليف، وهذا ما دفع الكثيرين إلى ترك تلك المهن والتوجه إلى أعمال أخرى في سبيل تأمين عيشهم وأسرهم مثل الزراعة أو العمل على البسطات.
كذلك تراجع عمل التخليص الجمركي نتيجة إغلاق الجمرك القديم في درعا البلد، بالتوازي مع ضعف حركة الترانزيت في معبر نصيب الحدودي، وهذا ما تسبب في نقص عدد المخلّصين الجمركيين، وانزياحهم لأعمال أخرى ولو كانت لا تتناسب وخبراتهم.
وذلك يحدث في حين أن مهنة تعقيب المعاملات نشطت كثيراً وتلاقي إقبالاً كبيراً، ومن جراء ذلك أصبح المتابع يلاحظ أن بعض الجهات العامة تعج بمعقبي المعاملات، ولاسيما في كل من مديريات النقل والمصالح العقارية والمالية والسجل المدني والعدلية، حتى إن البعض وعلى خلفية المردود الجيد لهذه المهنة أخذ يمارسها من دون أن يخضع لاختبار ويحصل على ترخيص مزاولة مهنة.
لكن بين الحرف والمهن ضعيفة العمل أو تلك النشطة، هناك حرف بقي العمل فيها متوازناً إلى حد ما، وتتمثل في حرف المنتجات الغذائية من مطاعم ومعامل راحة وحلويات ذات طابع شعبي، ويلاحظ أن الفعاليات المشابهة التي أغلقت في فترة الحرب بدأت تعود من جديد للعمل، وهناك غيرها يحصل على تراخيص جديدة.
رئيس المكتب الإداري والقانوني في اتحاد حرفيي درعا أيمن الضماد، أشار إلى إقبال الكثيرين على جمعية معقبي المعاملات، من أجل التسجيل والخضوع للاختبار الموحد على مستوى القطر والذي يجري كل مرة في إحدى المحافظات، وبين أن عدد معقبي المعاملات زاد من ٢٦٦ معقباً في عام ٢٠١١ إلى ٤٩٠ معقباً، والآن سيلتحق بهم ١٠٠ معقب آخرين نجحوا في الاختبار الأخير الذي جرى في محافظة درعا خلال شهر شباط الفائت، وتطرق إلى وجود متطفلين على العمل في هذه المهنة من غير المرخصين وبأعداد ليست قليلة، علماً أن المرسوم رقم ١٢ لعام ٢٠١٤ ينظم مهنة تعقيب المعاملات وينبغي تطبيقه لمنع أي مخالفات أو تجاوزات.
وبالنسبة لجمعية المخلّصين الجمركيين أوضح الضماد أن عدد المنتسبين إليها تراجع من ١٥٧ مخلصاً عام ٢٠١١ إلى ٧٧ الآن، ولا يوجد إقبال على هذه المهنة التي كانت تلاقي في سنوات ما قبل الحرب رواجاً كبيراً، لكون درعا محافظة حدودية وكان فيها معبران بريان مع الأردن ونشاطهما في التبادل التجاري كبير جداً، أما الآن فمعبر الجمرك القديم مغلق منذ سنوات الحرب الأولى ولا يزال إلى الآن، فيما لم يشهد معبر نصيب النشاط المأمول حتى الآن، وحال المخلصين الجمركيين يقاس بباقي الحرف المرتبطة بأعمال البناء إلى تراجع عملها بشكل حاد في السنوات الأخيرة نتيجة ركود الحركة العمرانية بفعل تضخم تكاليف مواد البناء وضعف القدرة الشرائية لدى محتاجي الأبنية.