قرار حكيم
طلبت وزارة التربية من مديرياتها في المحافظات التعميم على المدارس من أجل إجراء مذاكرات واختبارات نهائية مؤتمتة (النظام الامتحاني الموضوعي) في الفصل الثاني من العام الدراسي الحالي ٢٠٢٣- ٢٠٢٤م للصفوف الانتقالية في المرحلة الثانوية، بحيث تُطبق على مادتي الفيزياء والوطنية في الصف الأول الثانوي العلمي، والتاريخ والوطنية في الصف الأول الثانوي الأدبي، والجغرافية والتربية الدينية في الصف الثاني الثانوي الأدبي، والعلوم والكيمياء والتربية الدينية في الصف الثاني الثانوي العلمي.
لا شك أن هذا القرار حكيم، ويعدّ خطوة في الطريق الصحيح لجهة أتمتة الامتحانات، التي تسعى لها وزارة التربية في إطار تطوير العملية التعليمية والامتحانية من جهة، وتوفير الكثير من الوقت والعمل، وخفض تكاليف تلك العملية من جهة ثانية، وخاصة مع التوجه من أجل إقامة دورة امتحانية واحدة بدلاً من الدورتين بدءاً من العام القادم.
إن تطبيق الأتمتة من الصف العاشر يدل على القرار الصحيح لبداية مبشرة نحو عملية التطوير للعملية التعليمية والامتحانية بشكل عام، وخاصة أن هذه الخطوة تسبق الدراسة الجامعية، ومن الطبيعي والمنطقي أن تتم تهيئة السُبل الكفيلة بأن تكون مخرجات ما قبل التعليم الجامعي مؤهلة ومساعدة لتطوير المرحلة اللاحقة، التي تتطلب أيضاً الوقوف عندها جلياً، وبالأخص لإعادة النظر في السنة التحضيرية لطلبة الجامعات.
حالة التجاوب التي قامت بها وزارة التربية، لتبديد مخاوف الناس وقلقهم والتوتر الذي ظهر عند العديد من الطلبة والأهالي، بتأجيل تطبيق امتحانات الأتمتة، وعدم إلغاء الدورة الامتحانية التكميلية هذا العام، وتأجيلها إلى العام القادم، لاقت ارتياحاً كبيراً عند مختلف عناصر العملية التعليمية من كوادر وطلبة وأهالي، وبرهنت أن الوزارة حريصة على التفاعل مع كل ما يُطرح من قِبل الجميع، وأنها متجاوبة ومتفاعلة مع كل نقاش مفيد من أي جهة، وهذه الصورة نريدها من مختلف الوزارات، وخاصة تلك المتعلقة بالواقع المعيشي الصعب للمواطنين.
مجمل تلك الخطوات التي تقوم بها وزارة التربية منذ فترة قصيرة من الزمن، نأمل لها أن تكلل بعودة الهيبة للمعلم وللمدرسة في آن واحد، وللمراحل الدراسية كافة، وأن يكون للصفوف الانتقالية دور في المجموع النهائي للثانوية بفروعها المختلفة، وألا يقتصر الأمر على امتحان واحد يحدد مصير الطالب، أي ليكن لعمل الطالب خلال العام الدراسي جزء من التقدير في المحصلة النهائية على مستوى الشهادات.