الهلال الأحمر السوري يواصل تعزيز صمود سكّان محافظة الحسكة في وجه حرب التعطيش التي تشنّها عليهم الحكومة التركية
الحسكة – خليل اقطيني:
يواصل فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة تقديم المياه الصالحة للشرب إلى سكان الحسكة.
وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع علي منصور أن هذه الاستجابة من فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة مستمرة بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة العمل ضد الجوع “AAH”.
وتتضمن تقديم المياه النقية لسكان الحسكة، من أجل تعزيز صمودهم في وجه “حرب التعطيش” التي تشنها عليهم الحكومة التركية ومرتزقتها، منذ احتلالهم منطقة رأس العين – شمال غرب الحسكة – في العاشر من تشرين الأول 2019، واستيلائهم على مصدر المياه الوحيد لأكثر من مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها، وهو محطة المياه الواقعة في قرية عللوك شمال شرق رأس العين المحتلة.
مبيناً أن متطوعي إدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة يقومون يومياً ضمن هذه الاستجابة، بتعبئة الخزانات المركزية التي ركبوها في الشوارع والساحات بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العمل ضد الجوع AHH واليونيسيف، وعددها 531 خزاناً، منها 131 خزاناً في وسط المدينة، و400 خزان في الأحياء سعة كل خزان 5 م3، بالمياه مرتين، مرة صباحاً ومرة مساءً.
وأكد منصور أن هذه المياه نقية وصالحة للاستهلاك البشري، وتتم مراقبتها صحياً بشكل حازم ودقيق، من قِبل كوادر الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع مؤسسة المياه ومديرية الصحة، حيث يتم قطف عينات عدة من هذه المياه بدءاً من المصدر حتى وصولها للسكان، وتحليل هذه العينات للتأكد من صلاحيتها للشرب ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية.
لافتاً إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عملت على زيادة كمية المياه الصالحة للشرب التي تُقدم للسكان، عبر تركيب 14 محطة تحلية مياه بدعم من منظمة يونيسيف، لتضاف إلى محطات التحلية الأربع التي قامت الحكومة بتركيبها في مدينة الحسكة، وجميع هذه المحطات تم تركيبها على الآبار التي حفرها مجلس المدينة بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأوضح منصور أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وتنفيذاً لما تمليه عليها واجباتها الإنسانية، لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء حرب التعطيش التي يشنها المحتل التركي ومرتزقته على سكان الحسكة، وانطلقت منذ وقوعها إلى العمل على اتجاهات عدة بشكل متوازٍ لمواجهتها والتخفيف من وطأتها على السكان.
مشيراً إلى أن الاتجاه الأول هو تزويد السكان بمياه الشرب من كافة المصادر المتاحة جنباً إلى جنب مع الاتجاه الثاني المتمثل بالعمل مع المنظمات الإغاثية والمجتمع الدولي، للضغط على الحكومة التركية لتحييد محطة مياه عللوك عن الصراعات السياسية، والسماح لكوادر مؤسسة المياه بالدخول إليها وتشغيلها.
علماً أن المنظمة قامت مرات عدة بصيانة وإعادة تأهيل العديد من المعدات والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية في محطة مياه عللوك وإعادتها إلى العمل.
وشدد منصور على أن قيام المحتل التركي ومرتزقته بقطع المياه عن مليون إنسان في الحسكة وتل تمر هو جريمة موصوفة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، يعاقب عليها القانون الدولي. الذي كفل بمواد صريحة وواضحة لا لبس فيها (حصول الأفراد على كميات كافية وآمنة من المياه الصالحة للشرب)، معدّاً ذلك حقاً من حقوق الإنسان، لا بل اعتبره مقدمة للحصول على الحقوق الأخرى للإنسان.
وكان متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري نفذوا في شباط الماضي حملة توعية في عدد من أحياء مدينة الحسكة حول نظافة الخزانات وماحولها بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضمنت الحملة إقامة جلسات توعية حول تعقيم المياه والحفاظ على النظافة العامة وأهمية ذلك في الوقاية من الأمراض والحد من انتقالها، إلى جانب مواصلة تعقيم الخزانات وتنظيف جوارها.