بدأت النقابات المهنية عقد مؤتمراتها السنوية، مستعرضة مشاكل وتوصيات للنهوض من دون تغير يذكر يعيد شرايين الحياة إلى كياناتها المنهكة، بعد تحولها إلى نقابات بـ”الاسم” مفرطة بمكانتها وهي مَن كان يُحسب لها ألف حساب، لكن اليوم لا نرى أو نسمع بدور لها سوى في مؤتمراتها التي باتت روتينية لدرجة أن صوت منتسبيها لم يعد يُرفع عالياً للمطالبة بالحقوق إلا قلة قليلة من النقابات المعدودة على أصابع اليد الواحدة بلا نتائج تفش الخلق من هذه المؤتمرات المكلفة.
منذ فترة ذهبت إلى مقر أحد النقابات المهنية من أجل الاستفسار عن قضية صحفية اشتغل عليها، وكانت هذه النقابة مشغولة حتى أذنيها في التحضير لمؤتمراتها التي ستعقد على مدار شهر تقريباً، لكن صوت منطقياً خرج بزحمة هذا “الانشغال” غير المجدي، مطالباً بوقف هذه المؤتمرات لكونها لا تحقق أي فائدة للمنتسبين وتحملهم تكاليف كبيرة يفترض صرفها في أمور نافعة، ورغم طرحه المنطقي لم يستجب له، واستمرت تلك النقابة بإقامة مؤتمراتها التي كانت قليلة الحضور بعد انخفاض سقف التوقعات في تحقيق المطالب وحلحلة المشاكل التي تعيق العمل والإنتاج، وهنا نسأل إذا كانت هذه المؤتمرات عاجزة عن تسجيل أي إنجاز يذكر فلما تُعقد أساساً؟، ولماذا تعد كتباً رسمية بقائمة المطالب وترسل إلى الجهات المعنية مع متابعة دائمة ومستمرة مستثمرة قوة النقابات المهنية ومكانتها السابقة أو أقلها تحاول استرجاع ذاك الدور المسلوب، الذي يرضي على ما يبدو بعض صناع القرار المقصرين! وخاصة أن غياب دور هذه النقابات يزيد من الترهل والتقصير والفساد أيضاً، بعد تحييد دورها الرقابي علماً أنها من تخلت عنه بنفسها لتفضيلها الجانب المسالم على مبدأ “الحيط الحيط ويارب السترة” أو تفضيل بعض رؤسائها مصالحهم الشخصية على حساب مكانة هذه النقابات ومصالح أعضائها.
اتحاد الصحفيين كغيره من النقابات يعقد مؤتمراته اليوم في المحافظات كلها مع ملاحظة فقدان الصحفيين الأمل في تحسين ظروفهم المعيشية والمهنية أيضاً، فاليوم حال العاملين في القطاع الإعلامي ليس بخير وظروفهم لا تشجعهم على العمل، وخاصة أن أدنى متطلبات العمل لم تعد موجودة، فإذا كان المطلب البسيط المتعلق بزيادة طبيعة العمل يأتي الرد عليه بالتريث دوماً، وإذا كانت الميزة الوحيدة أن اعتبرت “ميزة” فيما يخص بباقات الصحفيين “ألغيت”، فماذا يأمل الصحفيون من نقابتهم التي تبدو أنها لا حول ولا قوة لها؟ مع أنها يفترض أن تكون من أقوى النقابات، لكن رغم حالة اليأس السائدة نأمل أن تحمل الأيام القادمة طلبات محققة بعد ما أعلن رئيس الاتحاد أن مسلسل التعويض “المكسيكي” أصبح في خواتيمه، وقرب صدور قانون الإعلام الذي قد يحمل خيراً ويحمي الصحفيين مادياً ومهنياً.
رحاب الإبراهيم
68 المشاركات