السنة الكبيسة مهمة جداً ومن دونها ستبدو سنواتنا مختلفة
تشرين:
يشكل يوم 29 شباط حالة نادرة، حيث إنه الوحيد الذي لا يتكرر سنوياً وإنما يعيشه البشر مرة واحدة كل أربع سنوات، ويُعد المولودون في هذا اليوم من بين الأسوأ حظاً بين البشر بسبب أن عيد ميلادهم لا يتكرر سنوياً وإنما مرة واحدة كل أربع سنوات.
والسنوات الكبيسة هي سنوات تحتوي على 366 يوماً تقويمياً بدلاً من 365 يوماً تقويمياً، وهي تحدث كل أربع سنوات في التقويم الغريغوري، وهو التقويم الذي تستخدمه أغلبية دول العالم حالياً، حيث إن اليوم الإضافي، المعروف باليوم الكبيس، هو 29 شباط، وهو غير موجود في السنوات غير الكبيسة.
بمعنى آخر فان كل سنة قابلة للقسمة على أربعة هي سنة كبيسة، مثل 2020 و2024، باستثناء بعض السنوات المئوية أو السنوات التي تنتهي بالرقم 00، مثل عام 1900.
في السياق، نشر موقع «لايف ساينس» المتخصص بأخبار العلوم تقريراً مفصلاً يشرح أسباب وكيفية ظهور “السنة الكبيسة” وتاريخها في العالم.
ويقول التقرير: إن السنوات الكبيسة مهمة جداً، ومن دونها ستبدو سنواتنا مختلفة تماماً في النهاية، حيث توجد السنوات الكبيسة لأن السنة الواحدة في التقويم الغريغوري أقصر قليلاً من السنة الشمسية أو الاستوائية، وهو مقدار الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس بالكامل مرة واحدة، ويبلغ طول السنة التقويمية 365 يوماً بالضبط، لكن السنة الشمسية تبلغ تقريباً 365.24 يوماً، أو 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية.
ويضيف التقرير: إذا لم نأخذ في الاعتبار هذا الاختلاف، فإننا في كل سنة تمر سنسجل فجوة بين بداية السنة التقويمية والسنة الشمسية ستتسع بمقدار 5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية كل عام، وهذا من شأنه أن يغير توقيت الفصول. على سبيل المثال إذا توقفنا عن استخدام السنوات الكبيسة، فبعد حوالي 700 عام سيبدأ الصيف في نصف الكرة الشمالي بكانون الأول بدلاً من حزيران.
وتؤدي إضافة أيام كبيسة كل سنة رابعة إلى إزالة هذه المشكلة إلى حد كبير، لأن اليوم الإضافي يكون تقريباً بطول الفرق نفسه الذي يتراكم خلال هذا الوقت.
ومع ذلك، فإن النظام ليس مثالياً، فنحن نكتسب حوالي 44 دقيقة إضافية كل أربع سنوات، أو يوماً كل 129 عاماً. ولحل هذه المشكلة تتخطى السنوات الكبيسة كل سنة مئوية باستثناء تلك التي تقبل القسمة على 400، مثل 1600 و2000. لكن حتى ذلك الحين لا يزال هناك فرق بسيط بين السنوات التقويمية والسنوات الشمسية، وهذا هو السبب بأن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس جرّب أيضاً الثواني الكبيسة.
وبشكل عام فإن السنوات الكبيسة تعني أن التقويم الغريغوري «الغربي» يظل متزامناً مع رحلتنا حول الشمس.
ويلفت التقرير إلى أن التقويمات الأخرى غير الغربية، بما في ذلك التقويم الإسلامي والتقويم العبري والتقويم الصيني والتقويم الإثيوبي، لديها أيضاً إصدارات من السنوات الكبيسة، لكن هذه السنوات لا تأتي جميعها كل أربع سنوات، وغالباً ما تحدث في سنوات مختلفة عن تلك الموجودة في التقويم الغريغوري.
هذا، وتعود فكرة السنوات الكبيسة إلى عام 45 قبل الميلاد عندما أنشأ الإمبراطور الروماني القديم يوليوس قيصر التقويم اليولياني، والذي كان يتكون من 365 يوماً مقسمة إلى 12 شهراً التي لا نزال نستخدمها في التقويم الغريغوري.
ويخلص تقرير «لايف ساينس» إلى أن البشر سيضطرون في مرحلة ما في المستقبل البعيد لإعادة تقييم التقويم الغريغوري لأنه لا يتوافق مع السنوات الشمسية، لكن الأمر سيستغرق آلاف السنين حتى يحدث هذا الأمر.