يحتاج قدرات تنظيمية وترتيب الأولويات.. عمل الطالب فرصة لاكتساب المهارات إذا كان من صلب اختصاصه

دمشق – دينا عبد:

يعارض البعض من طلاب الجامعة العمل والتعليم معاً، مع إنه ضروري نظراً للوضع الاقتصادي الذي نمر فيه، بينما يجده البعض فرصة لاكتساب المهارات والخبرات، خاصة إذا كان من صلب اختصاصهم، وتالياً لتوفير دخل مادي يعينهم على إكمال تحصيلهم العلمي.

تحكمه الظروف والشخصية
هادي طالب في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، يرى أنه لا يمكن لأحد الجزم بأن الجمع بين العمل والدراسة أمر يناسب الجميع، معتبراً أنه قرار تحكمه ظروف الطالب المحيطة به وشخصيته، كما ويتحكم فيه مدى القدرة على إدارة الوقت وتحقيق التوازن بين المهام اليومية التي ستوكل إليه من جراء العمل وبين دراسته، فمن وجهة نظره فإن استثمار كل دقيقة في حياة الطالب الجامعي، تجعله أكثر قدرة على تخطي المصاعب مستقبلاً وتختصر الطريق أمامه للتميز، والشخص الذي يطمح لمستقبل وظيفي متميز وشغوف سيتمكن من تحقيق الهدف العلمي والمهني معاً، وهو ما يجب أن يعمل به الطالب، بالرغم من العقبات التي ستواجهه عاجلاً أم آجلاً.

ضد العمل
فيما أشارت الطالبة كنانة قسم الترجمة إلى أنها ضد انشغال الطالبة بالعمل أثناء دراستها، خاصة إذا كانت في المرحلة الجامعية، فهي مع التفرغ التام للدراسة، بسبب الحاجة للجهد والالتزام الكبيرين بمقرراتها الجامعية التي تراها ضخمة وخصوصاً في السنوات الأولى، فهي بحاجة لمعدلٍ عالٍ لاختيار التخصص، في حين يمكن لطلاب الماجستير الجمع بين الوظيفة والدراسة لمرونة الوقت، وربما يكون قد عين في وظيفة بناءً على شهادته الجامعية التي حصل عليها.

عائد مادي
وأبدى الطالب جعفر – هندسة ميكانيكية – أنه يؤيد عمل الطالب أثناء الدراسة، لما يترتب عليه من التزامات وضغوط، خاصة إذا كان يسكن بمفرده ويحتاج مصروفاً وأجرة غرفة وغير ذلك، مضيفاً أن بعض الطلبة يمكن أن يدفعهم العمل في سن مبكرة إلى ترك التعليم والالتزام في وظيفة نظراً للعائد المادي، ما سينعكس سلباً عليهم لاحقاً، حين يكون عدم امتلاكهم شهادة جامعية عائقاً أمام تطورهم الوظيفي.
بدوره، عبدالله طالب (سنة أخيرة – كلية العلوم) أكد أن الالتزام بعمل أثناء الدراسة يعوق تطور الطالب، فمن الأجدى التركيز على تحصيل الطالب العلمي، مبيناً أن بعض الطلبة يعتقدون أنهم قادرون على الموازنة بين العمل والدراسة، وفي نهاية المطاف يفشلون في الأمرين.

تربوية: يعتمد على معطيات كظروف الطالب وأسرته

عوامل
من جانبها الاختصاصية التربوية صبا حميشة ترى أن هناك عاملين رئيسين يتحكمان في قدرة الطلاب على التوفيق بين العمل والدراسة، وهما الظروف المحيطة وشخصية الفرد، إلا أن الشهادة العلمية وتخصيص الوقت الكامل لها هو طريق النجاح في المستقبل لتحقيق فرصة التدرج الوظيفي والمكانة الاجتماعية من خلالها مؤيدة في الوقت نفسه عمل الطالب إذا أحسن التوفيق بينهما.
وأشارت إلى أن عمل الطالب مع الدراسة يعتمد على معطيات أساسية كظروفه الأسرية والمعيشية ووضع الأسرة المادي، والتي من خلالها يقرر الطالب توجهه إلى العمل لدعم الدخل والتطلع لوضع أفضل، بتوفير المتطلبات الشخصية بصورة عاجلة، وتالياً إيجاد وظيفة تشعر الطالب بالاستقلالية والقدرة على التفاعل الاجتماعي.
ولفتت إلى أن بعض الطلبة لا يستطيعون تنظيم الوقت فيدمجون بين الوظيفة ومتابعة الدراسة، الأمر الذي يظهر لديهم مشكلات مثل عدم التوازن في توزيع الوقت، على الرغم من إنها بلا شك فرصة لتنمية مهارات العمل والحياة، وتراكم الخبرات الوظيفية التي تتيح للفرد فرصاً وظيفية أفضل للمستقبل بحصوله على الشهادة التعليمية والخبرة العملية، وربما تكون الوظيفة فرصة لكسب خبرات قد يحتاجها بعد التخرج، وفي هذه الحالة يكون قد اكتسب الخبرة في وقت مبكر من حياته، ومع الزمن يتدرج وظيفياً مالكاً الشهادة الجامعية والخبرة التي يطمح إليها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار