من إعلام العدو.. «معاريف»: على قادة الجيش المسؤولين عن إخفاق السابع من تشرين الأول إعادة المفاتيح على الفور
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في إطار تداعيات «طوفان الأقصى» على كيان الاحتلال، وفي ضوء الفشل الفظيع الذي لحق بجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، دعا الجنرال الاحتياط يتسحاك بريك، عبر صحيفة «معاريف» إلى استقالة أو إقالة المسؤولين عن الفشل، قائلاً إنه في أي مكان متحضر في العالم كانت ستتم إقالة رئيس الأركان وجنرالاته على الفور أو إجبارهم على الاستقالة بعد إخفاق يشبه فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية في مواجهة الهجوم المفاجئ للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، حيث تمكنت خلاله من قتل وأسر العشرات من الجنود الإسرائيليين، وقال الجنرال بريك: في «إسرائيل» ورغم أن الإهمال والهرب من المسؤولية في قيادة الأركان، والعجرفة والغطرسة والثقة المفرطة بالنفس، كانت سبباً بالفشل الفظيع، لا يزال هؤلاء في مواقعهم، وكأن شيئاً لم يحدث.
وأضاف: صحيح أن رئيس الأركان وبعض ضباطه أعلنوا عن تحملهم مسؤولية الفشل، لكن ذلك كان مسؤولية وهمية، وهم لايزالون في مواقعهم، ففي وثيقة جديدة لرئيس الأركان، هرتسي هاليفي، تم توزيعها على كبار الضباط من رتبة لواء إلى جنرال، قيل إن الجيش الإسرائيلي تحت قيادته يبدأ الآن عملية توظيف جديدة للمناصب العليا في الجيش الإسرائيلي من رتبة رائد إلى رتبة جنرال، وهذه فضيحة بأبعاد خطرة جداً، تم فيها تجاوز كل الحدود، كما تعني رمي كل شيء إلى مزبلة التاريخ، فضلاً عن أنها تتناقض مع الواقع، فهل من المعقول أن يقرر الذين تسببوا بالكارثة الرهيبة مَنْ سيخلفهم ومن سيكون الجيل القادم من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي؟
وتابع بريك: إذا كان رئيس الأركان ينوي تعيين الجيل القادم من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، فإن ذلك سيكون وصمة عار على جبهته إلى الأبد، فهو لا يمتلك حق قيادة هذه الخطوة، وإذا حدث ذلك فيمكننا القول إننا نسير في طريق مسدود، فبدل أن يدفع هؤلاء الثمن الباهظ، أعلنوا عن تحملهم المسؤولية بطريقة زائفة، بهدف إرضاء الجمهور، ولم ير أي منهم أنه من المناسب تقديم استقالته، والحقيقة هي أنهم يتبولون على الجمهور، لأنهم يعلمون أن أحداً لا يستطيع تحريكهم من مواقعهم، ويعتبرون أن الكلاب تنبح والقافلة تسير.
وفي ضوء هذا الواقع، إذا لم يستيقظ الجمهور الإسرائيلي ويدلّهم على طريق الخروج، فلن نعيش هنا لسنوات عديدة أخرى.. وكل يوم يمر وهم يسيطرون على الجيش سيتسبب باستمرار تدهوره نحو الهاوية، ومما لا بد من قوله هو أن الجمهور أصبح رهينة لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي لا يهمها سوى البقاء بأي ثمن.
وختم الجنرال بريك قائلاً: لقد أثبتت أحداث السابع من تشرين الأول، وحرب غزة بوضوح، أن كبار قادة الجيش الإسرائيلي، في الماضي والحاضر، دمروا الجيش، ولم يفعلوا ما يجب فعله لتحضير الجيش والجبهة الداخلية لحرب إقليمية، ولهذا فإن لجنة مهنية هي المخولة بتعيين قادة الجيش الذين سيقومون بإصلاح العيوب التي تسبب بها رئيس الأركان الحالي وأسلافه، والتي جعلت الجيش الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب كبرى ومتعددة الساحات، ففي هذه الأثناء الوقت يعمل ضدنا، ووضعنا الاقتصادي والأمني والاجتماعي وعلى مستوى العالم أجمع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وقد أصبحنا «دولة» مجذومة ومنبوذة، ولن يكون هناك طريق للخروج من هذا الوضع وإنقاذ أنفسنا من أنفسنا، لذلك يجب على قادة الفشل على المستويين السياسي والعسكري، الذين يتحملون مسؤولية الوضع الصعب الذي تعيشه «إسرائيل»، أن يعيدوا المفاتيح ويعودوا إلى منازلهم، لأنه بهذه الطريقة فقط قد يكون من الممكن السير على الطريق الأسلم.