السفير الضحاك: واشنطن تستخف بالمجتمع الدولي بمنعها مجلس الأمن من وقف عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني واعتداءاته على سورية
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن الولايات المتحدة تواصل الاستخفاف بإرادة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية عبر منعها مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واعتداءاته على الأراضي السورية.
وأوضح الضحاك في بيان اليوم خلال جلسة لمجلس الأمن حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية أن العالم بأسره يشهد لليوم الـ 144 جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، فيما يقف مجلس الأمن عاجزاً مشلولاً جراء قيام دولة واحدة هي الولايات المتحدة بمنعه من النهوض بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن في منطقتنا، واستخدامها الفيتو أربع مرات لمنع إدانة أعمال “إسرائيل” العدوانية، والحؤول دون وقفها في استخفاف سافر منها بإرادة الدول الأعضاء في المجلس بشكل خاص وفي الأمم المتحدة بشكل عام.
وأشار الضحاك إلى أنه في مسعى خبيث لتوسيع وتصعيد حدة التوتر في المنطقة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأراضي السورية مستهدفاً الأبنية السكنية ومنازل المدنيين الآمنين، وكان آخرها العدوان الجوي الذي استهدف مبنى سكنيا في حي كفرسوسة بدمشق يوم الأربعاء الماضي، وأدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات الخاصة.
وقال الضحاك: استمعنا لإحاطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون وأجدد تأكيد سورية على مواصلة تعاونها معه بصفته ميسراً للعملية السياسية التي يملكها ويقودها السوريون بأنفسهم، ويجب أن تتم دون أي تدخل خارجي، ونتطلع إلى زيارته لدمشق الشهر القادم، وأشير في هذا الصدد إلى أننا قدمنا له مقترحاً بناء لعقد الجولة التاسعة للجنة مناقشة الدستور، ونتطلع إلى أن تكلل جهوده بالنجاح.
ولفت الضحاك إلى أن سورية تتابع جهودها في مكافحة الإرهاب وإنهاء التهديد الذي يمثله على شعبها، وتبذل في الوقت ذاته قصارى جهدها لمواجهة التحديات المعيشية لمواطنيها، والناجمة بشكل أساسي عن الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على الشعب السوري.
وبين مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الدول الضامنة جددت في ختام أعمال الاجتماع الدولي الـ 21 بصيغة أستانا التأكيد على احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية والإجراءات القسرية الأحادية، وضرورة مكافحة الإرهاب، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين، ورفض الأجندات الانفصالية، والاستيلاء والنقل غير الشرعي للنفط السوري، معرباً عن الشكر لروسيا وإيران على مساهمتهما في إنجاح أعمال هذه الجولة، ومطالباً في الوقت ذاته تركيا بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقات أستانا وتفاهمات سوتشي، وسحب قواتها الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
وشدد الضحاك على مواصلة سورية تعاونها الجاد والبناء مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومع غيرها من الشركاء في العمل الإنساني، لدعم الارتقاء بالوضع الإنساني لشعبها وتعزيز صموده وسبل معيشته، بما في ذلك من خلال التركيز على مشاريع التعافي المبكر، مبيناً أنه وبهدف ضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها من المدنيين في مناطق شمال غرب البلاد التي ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية والهياكل الإدارية غير الشرعية التابعة لها، مددت سورية الاذن الممنوح للأمم المتحدة باستخدام ثلاثة معابر حدودية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المنطقة، كما مددت موافقتها على استخدام معبري سرمدا وسراقب لإيصال تلك المساعدات من الداخل.
وجدد الضحاك مطالبة سورية للأمم المتحدة بضرورة تطبيق آلية رقابة فعالة تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وإدانتها أولئك الذين يتجاهلون استيلاء تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي على تلك المساعدات الإنسانية، وحرفها عن وجهتها وحرمان المدنيين منها، مشدداً على ضرورة مراجعة هيكل العمل الإنساني الخاص بكل سورية، وعدم إضاعة المزيد من الموارد في تمويل مكاتب غير ضرورية، وأهمية استعادة الأمم المتحدة في سورية لدورها وولايتها كاملة.
وبين مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الحوار البناء والتعاون بين سورية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أفضى إلى تفاهم بينهما، تم الإعلان عنه خلال أعمال الدورة الـ 74 للجنة التنفيذية للمفوضية، وأكد على جملة الإجراءات التي اتخذتها سورية لتوفير البيئة المواتية لعودة اللاجئين والمهجرين إلى منازلهم، ومن بينها إصدار العديد من مراسيم العفو، واتباع نهج المصالحات والتسويات، والمضي قدماً في تطوير البنية التشريعية والتنظيمية، وتيسير منح الوثائق وغيرها.
وأشار الضحاك إلى أن مواصلة الدول الغربية فرض الإجراءات القسرية الأحادية، ونهب واشنطن الممنهج لثروات سورية ومواردها الاقتصادية، واستمرار الوجود العسكري غير الشرعي للقوات الأمريكية والتركية، واستهداف الجانب التركي لمحطة مياه علوك وعدم السماح للأمم المتحدة بإصلاحها، والذي تسبب بحرمان أهلنا في محافظة الحسكة من المياه النقية، وكذلك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت المدنية، حدت جميعها من زيادة معدلات العودة الطوعية للاجئين، وعرقلت اضطلاع الأمم المتحدة بولايتها الإنسانية والتنموية في سورية، فضلاً عن أن مواصلة تلك الدول ربط الدعم الإنساني بشروط سياسية، والتنصل من تنفيذ تعهداتها، أديا إلى تراجع كبير في تمويل العمل الإنساني وهو ما تجلى في انخفاض تمويل برنامج الأغذية العالمي بشكل مقلق.
وأكد الضحاك أن سورية تؤمن بأن الحوار البناء هو الأساس في العلاقات الدولية، وبأن بناء العلاقات الودية بين الدول يعتمد على الاحترام الكامل لسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ولهذا فإن يد سورية ممدودة لكل من يريد الخير لها ولشعبها، وهي لن تألو جهداً لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعها، وإنهاء معاناة شعبها، وإعادة بناء منجزاتها التنموية.
ورداً على المندوب الأمريكي قال الضحاك: مزاعم واتهامات لا أساس لها من الصحة تضمنها بيان ممثل الولايات المتحدة ونؤكد على أن معالجة أوضاع من تبقى في مخيم الركبان تستلزم إنهاء الاحتلال الأمريكي لمنطقة التنف ووقف ما تقدمه قوات الاحتلال من تدريب ورعاية للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في تلك المنطقة، مطالباً إياه بوقف اعتداءات بلاده وربيبتها “إسرائيل” على سورية وإنهاء احتلالهما للأراضي السورية ووقف رعايتهما ودعمهما للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف الضحاك: إن الإتجار بالمخدرات كغيره من ممارسات الإتجار غير الشرعية والنهب الممنهج وتهريب النفط والآثار وغيرهما من الثروات السورية، وهذه كلها جرائم تتم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات العميلة، فيما تبذل سورية قصارى جهدها بالتعاون مع دول الجوار للتصدي للإتجار بالمخدرات ومكافحته وحققت إنجازات مهمة في هذا الإطار.