الأسئلة ملغومة أحياناً
لم يُفهم السؤال على أنه عفويّ، ذلك الذي عُرض على إحدى صفحات الفيس الناشطة في مجال الإعلانات، وظهر تحت اسم مجهول الهوية، حيث طلب فيه المشورة حول أي من المدارس الخاصة أفضل ؟!.
ما يؤشر إلى أن الطرح ملغوم، هو أن تعليقات كثيرة انهالت بانتقادات لاذعة تجاه المستوى التعليمي غير المقبول في بعض تلك المدارس وتناولها بالاسم الصريح، فيما مدحت تعليقات أخرى مدارس مغايرة، وبدا من ذلك وكأن من رمى بسؤاله يهدف إلى تقريع مدارس ما وتلميع أخرى، ولا يُستبعد أنه اتفق بشكل مسبق مع أشخاص معينين للتعليق بهذا المنحى.
من مثل هذا السؤال الذي يبدو مسموماً الكثير من الأمثلة، كأن يطرح مجهول آخر استفساراً حول أيّ من الأطباء أمهر في اختصاص العصبية أو القلبية أو الهضمية أو غيرها، وقد يكون ذلك مقبولاً لو كان الشخص يريد معرفة طبيب ناجح باختصاص ما خارج منطقة إقامته ليراجعه، لكن أن يسأل عن أطباء في مدينته أو قريته وهم معدودون على أصابع اليد، وخاصة بعد سفر الكثيرين منهم خارج القطر وندرة الخريجين الجدد المنخرطين في المهنة، لأن معظمهم أيضاً يهاجر، فهذا يصبح مدعاة للشك بمدى عفوية وصدقية السؤال.
أيضاً هناك طروحات مشابهة قد تسأل عن أفضل المشافي الخاصة أو المطاعم وباعة الألبسة أو متاجر السمانة والموبايلات وغيرها، إذ يلاحظ من خلال المتابعة وكأن تلك الأسئلة تأتي بهدف حصاد تعليقات متفق عليها مسبقاً لإشهار فعالية بعينها على حساب غيرها.
لا شك في أن الكرة على هذا الصعيد بملعب من يدير مثل هذه الصفحات التي معظمها غير مرخص أصلاً، إذ عليهم توخّي المصداقية وعدم السماح بنشر أي تساؤلات ملغومة قد تؤدي للتشهير بجهة لحساب أخرى، أو إشهار جهة على حساب غيرها، وإن لم يفعلوا، ينبغي أن يحضر هنا القانون ليردع أي تجاوزات فيها إساءات، كما لا يعفى المعلقون من ضرورة التحلّي بالمسؤولية، فلا ضير من تزكية فعاليات مشهود لها بنجاحها في مجالات معينة، لكن مع الحرص الشديد على الابتعاد عن الإساءة والتشهير بغيرها.