ثلاثة عشر عاماً لتنفيذ طريق مصياف- حمص السريع ولم ينجز..!

حماة- محمد فرحة:
لا نخطئ إذا قلنا إنّ جلّ مشاريعنا الخدمية التي جرى ولا يزال يجري تنفيذها، زادت تكاليفها اليوم ضعف تكلفتها عند إقرارها والإعلان عن بدء الشروع في تنفيذها، ولذلك نرى الكثير منها مازال عالقاً ومتأرجحاً خطوة للأمام وعشر خطوات للخلف.
فطريقا حماة- سلمية، ومصياف- حمص، ومشروعات جامعة حماة، خير أمثلة على ما ذهبنا بالقول إليه. وربما كان من الأصوب في هذا المقام أن نتحدث عن أزمات أخرى تكاثرت في هذا الزمان الصعب و”فرّخت” كل أزمة أزمات عدة.
فقبل عدة سنوات مضت بوشر بتنفيذ مشروع طريق عام مصياف- حمص السريع كما يصفونه، أو كما يحلو للبعض تسميته بـ”طريق الحرير” ، ولا تزال نسبة التنفيذ لا تتعدى ٤٥ %.
مدير فرع المواصلات الطرقية في محافظة حماة المهندس خضر فطوم أوضح لـ”تشرين”، أن طول هذا الطريق، أي مصياف حمص ٢٢ كيلو متراً في مجال محافظة حماة، أي ضمن خطة عمل فرع مواصلات حماة الطرقية، حيث وصلت نسبة التنفيذ بين الـ ٤٥ و٥٠ % وكان من المفترض أن ينتهي منذ مدة طويلة، لكن لا نعرف مبررات الجهة المنفذة.
ورداً على سؤال: هل المشكلة في صرف قيمة أعمال منفذة ومنجزة، أي تم إنجازها ولم تصرف فواتيرها وقيمتها؟ أجاب فطوم بكل وضوح، لا أبداً ليس للجهة المنفذة أي التزام مادي علينا، فقد كانت تنجز كل مرحلة وتتقاضى قيمة ذلك، ونحن ندرك جيداً ذلك في هذه الظروف الصعبة اقتصادياً، وخاصة على المشاريع التي يجري تنفيذها وفروقات أسعار المواد الأولية وأجور النقل وكل المتغيرات الأخرى .
كاشفاً أن طول طريق مصياف حمص ضمن حدود محافظة حماة الإدارية ٢٢ كيلو متراً، فقد تمّ شق طريق يتجاوز عرضه ستة عشر متراً، وهو يوفر المزيد من الوقت بحيث يكون المنطلق من مصياف أو العكس من حمص في مكان مبتغاه خلال نصف ساعة.
وتطرق المهندس فطوم إلى أنّ المسافات القليلة تعني توفير الوقود والوقت وتخفيف أعباء السفر للناقل والمنقول في طريق آمن وسلس وباتجاهين.
وفي معرض جوابه عن سؤال آخر: لماذا كل هذا التأخير، وخاصة أنه كان ممكناً أن ينجز في فترة وجيزة ؟ بيّن مدير فرع المواصلات الطرقية في حماة أنه الإبطاء، ولم يكن صرف قيمة الأعمال سبباً. كانت في البداية بعض العقبات في بعض المواقع، فتمت إزالتها، ولم تكن مفاجئة بل ملحوظة بالدراسة أيضاً ومحسوب حسابها مادياً، وخاصة تلك المتعلقة بوجود خطوط توتر وبعض الأعمدة الأخرى.
من جانبه، كشف مدير فرع الإنشاءات بمصياف المهندس محمد وسوف أن التأخير كان سببه غياب المشتقات النفطية، وبعض الأمور الأخرى، وأن العودة للبدء بوضع المجبول الإسفلت ستكون مطلع شهر آذار القادم حال بدأت مجابل الإسفلت بالعمل.
وتطرق وسوف إلى أنّ طول المسافة في مجال محافظة حماة هي / ١٨ / كم، وقد كانت تكلفة المشروع يوم إقراره ١٢ مليار ليرة، في وقت كان ليتر المازوت بسبع ليرات سورية عام ٢٠١١، في حين هو اليوم غير مستقر.
خاتماً حديثه بالتأكيد على المضي بإنجازه حال بدأت الظروف الجوية تسمح بذلك قريباً جداً .
بالمختصر المفيد ؛ هذا نموذج من نماذج تنفيذ بعض المشاريع التي مضى على المباشرة بها سنوات ولم تنتهِ، فالتبريرات موجودة قانونياً، ولذلك الجهات التي تنفذ مشاريع كهذه مطمئنة ، لكن من دون أن يأخذوا بالحسبان ما سينتج عن ذلك من جراء فروقات الأسعار الباهظة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار