من إعلام العدو.. محلل إسرائيلي: بعد فشل الدعاية الإسرائيلية.. العالم يحاول إنقاذنا من أنفسنا.. ونتنياهو يتهمه بمعاداة السامية..!!
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
فيما يواصل بنيامين نتنياهو وشركاؤه من اليمين المتطرف، استخدام مقولة «العداء للسامية»، واتهام العالم بالوقوف ضد «إسرائيل»، كتب المحلل في صحيفة «معاريف» ران أدليست، أن الدعاية الإسرائيلية بخصوص أحداث مستوطنات غلاف غزة، لم تنجح كما كان متوقعاً، وهذا يعني عملياً أننا لا نملك ترخيصاً دولياً لمواصلة الحرب في غزة، وأضاف، أن الدعاوى في محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتراكم بمختلف أنواعها، ويتم إعداد كل شيء تحسباً لوقوع كارثة إنسانية في غزة أو أعمال شغب دامية في الحرم القدسي الشريف، ستُرفع كلها كقضايا ضدنا في لاهاي.
وتابع المحلل: الحقيقة هي أن دعايتنا لم يكن لها أي فرصة أمام مشاهد الدمار ومليوني لاجئ ونازح، والأرقام المروعة التي بلغت 30 ألف قتيل فلسطيني، نصفهم من الأطفال، وحصار شاحنات المساعدات الإنسانية الطارئة، ومع ذلك، لا نزال نفتقر إلى شجاعة النظر في المرآة واستخلاص النتيجة الصحيحة، وأن نُصاب بالصدمة، وأن نفعل الشيء الصحيح، ونبتعد عن هذا الهراء في أسرع وقت ممكن.
ويتابع المحلل: لقد وقعنا في الفخ، فالكثير من الاغتيالات والتدمير يكبّل أيدينا، ويدفعنا إلى القيام بحركات ستعيدنا إلى المربع الأول، ما لم نعد إلى رشدنا، والمؤسف ان هذا لا يحدث حتى الآن. فحكومة اليمين التي يقودها الثلاثي بنيامين نتنياهو، وإيتامار بن غافير، وبتسلئيل سموتريتش، تقود هذه «الدولة» البائسة، ومن أخذ على عاتقه إعادتنا إلى مسار الدول الطبيعية، هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ولدى جو بايدن أسبابه الخاصة لإنقاذنا من أنفسنا، خصوصا لأننا لم نخدم المصلحة الأمريكية باعتبارنا جزءاً من ركيزة استراتيجية للولايات المتحدة، خصوصاً أن التورط في غزة والضفة الغربية والشمال، سيقوّض مكانة للولايات المتحدة في العالم وفي الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك، وبحكم أننا شريكاً للولايات المتحدة، يرتكب جرائم حرب، فإن ذلك يلحق الضرر بالرئيس بايدن وبحزبه وبالولايات المتحدة.
ورأى المحلل الإسرائيلي أن الولايات المتحدة بدأت خطوة نزع القفازات، رغم أن تزويدنا بالمعدات العسكرية، سيستمر من أجل الحفاظ على الركيزة الاستراتيجية، بينما يدور في الوقت نفسه صراع سياسي داخل حكومة نتنياهو التي تهدد بجر المنطقة إلى حرب إقليمية، وربما يقوم الأميركيون ببناء جبهة دولية، فقد وقّع حوالي ألف مسؤول حكومي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على رسالة تنتقد دعم حكوماتهم لـ(إسرائيل)، والسؤال: ماذا بالنسبة لـ(نتنياهو)..؟ هو ببساطة لا يستجيب. ومن وجهة نظر سموتريتش وبن غافير، فإن هذا معاد للسامية، كما إن نتنياهو، يرفض السماح للعالم بإدارة إعادة إعمار غزة وفق خطوط بايدن، والذريعة هي أن دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة سيعرّض الصهيونية الدينية والمشروع الاستيطاني للخطر المتمثل بتوحيد الضفة والقطاع وإقامة الدولة الفلسطينية.
وبدلاً من التوصل إلى أساس للتسوية والتهدئة في المنطقة، يتحدث نتنياهو، بضغط بن غافير وسموتريتش، عن السيطرة العسكرية على القطاع، علماً أنه تمت تجربة هذا النوع من الحلول، في جنوب لبنان وفي غوش كاطيف، اللذين تحولا إلى ميادين قتال حتى حفرنا ما يكفي من القبور لنصل إلى النتيجة الصحيحة وتركنا المنطقة، فإذا كان الحديث يدور عن قوانين الحرب، فإن الطريق يؤدي إلى وضع يتم فيه إعلان جميع المستوطنين في الضفة الغربية مخالفين للقانون، أضف إلى ذلك أن الاستيطان في الضفة الغربية يعتبر بموجب القانون الدولي جريمة حرب، وهذا سيقود إلى سلسلة من المقاطعات والعقوبات ضد «إسرائيل»، وهو ما بدأ بالفعل في عدد غير قليل من البلدان.
وختم المحلل أدليست قائلاً: لقد وقعنا في هذه الحفرة المظلمة والدموية بسبب سياسات اليمين منذ أجيال، بالتالي، لا بد من العمل على تفكيك الآلية التي تم باسمها انتهاج سياسة همجية وعنيفة ومسيحانية، والمشكلة هي كيف نعود إلى العقل…؟، فإذا تحول شهر رمضان المقبل، إلى حريق محلي يهدد ويشعل جبهات أخرى، فإن الاضطرابات سترتفع إلى مستوى آخر، وستشهد الجبهة الداخلية هذه المرة، صراعاً حاداً يتركز حول إعادة الأسرى والنضال ضد سياسة الحكومة بشكل عام، بما في ذلك الفساد والانتقال الصارخ إلى الديكتاتورية، وستكون حركة الاحتجاجات في الشوارع هي التي ستحدد إلى أين سنذهب.