ارتفاع تكاليف زراعة الحمّص تثقل كاهل المزارعين
السويداء – طلال الكفيري:
لم يخفِ مزارعو الحمّص في السويداء مخاوفهم من عدم مقدرتهم على زراعة كامل أراضيهم، وخصوصاً مع اقتراب موعد زراعة المحصول، لارتفاع تكاليف الزراعة ومن بعدها الإنتاج التي تنتظرهم هذا الموسم، ولاسيما أنها زادت أضعافاً عما كانت عليه في الموسم الفائت.
فتكاليف الزراعة هذا الموسم، ووفق حسبة المزارعين، ستكون بالتأكيد مرتفعة، وستثقل كاهلهم، وخاصة أن سعر كيلو الحمّص كبذار وصل هذا الموسم إلى 32 ألف ليرة، إضافة لعدم توافره بالشكل المطلوب، من جراء الطلب المتزايد عليه من الفلاحين. علماً أن سعره لم يكن يتجاوز في الموسم الماضي الـ 5 آلاف ليرة، فالاحتياج الفعلي لكل دونم هو 5 كيلوغرامات، وهذا يعني أن تكلفة الدونم كبذار فقط هي 160ألفاً، ناهيك بأجرة الزراعة على الجرار الزراعي التي ارتفعت من 50 ألفاً الموسم الماضي إلى 75 ألف ليرة هذا الموسم، وعلينا ألا ننسى مادة المازوت اللازمة للجرارات الزراعية التي ما زال ينتظرها مزارعو الحمص، لكونهم لم يحصلوا عليها لتاريخه، ما سيدفعهم لشرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة تصل إلى 15 ألف ليرة لليتر الواحد، مع العلم أن احتياج الجرار من مادة المازوت وبغية إنجاز زراعة دونم واحد هو 2 ليتر.
وأضاف المزارعون: إن التكاليف المترتبة عليهم لن تتوقف عند حدود الزراعة، لكونه سيتبعها تكاليف الإنتاج” أجور حصاد ودراس ونقل” وفي نهاية المطاف سيكون ميزانهم الزراعي لمادة الحمص خاسراً بامتياز، وخاصة مع انعدام المنافذ التسويقية، وإبقاء “عصمة” شراء الإنتاج بيد التجار الذين يشترونه من المزارعين بأسعار زهيدة، وليطرح فيما بعد بأسعار قياسية.
وفي هذا السياق، أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ”تشرين”، أن بعض المزارعين بدؤوا بزراعة أراضيهم، والمساحة المزروعة بالحمّص لا تتجاوز الـ81 دونماً، بينما الخطة الزراعية هي زراعة 32 ألف هكتار، لكون زراعة الحمّص تبدأ بشكلٍ فعلي من بداية شهر آذار وحتى نهاية نيسان، منوهاً بأن الهطولات المطرية والثلجية التي عمّت المنطقة خلال الأيام الماضية أعطت المزارعين دفعاً قوياً لإكمال زراعة كامل أراضيهم، لكونها ستزيد من نسبة الرطوبة في الأرض، وهذا مناسب لزراعة محصول الحمّص، لافتاً إلى أن زراعته تحمل جدوى اقتصادية للمزارعين.