كيف وردت كلمة أستاذ في اللغة العربية
تشرين- د. رحيم هادي الشمخي:
كلمة «أستاذ» ما هو مصدرها؟ وكيف احتوتها بطون الكتب في أدبيات وحيثيات المراجع في المناهج الدراسية والتربوية؟
لنرجع إلى تفسير المصادر التي دوّنت هذه الكلمة «أستاذ»، فبعضها يقول إن هذا الاسم أو الكلمة «أعجمية» دخيلة على واقعنا العربي، فلم يرد في معاجم اللغة العربية في التعامل الأكاديمي كلمة «أستاذ» لأن السين والذال لا يجتمعان في كلمة عربية.
ويرى البعض من اللغويين والباحثين العرب أن أصل هذه الكلمة هو «فارسي»، إذ استخدم الفرس هذه الكلمة عند احتلالهم لمدينة بابل في العراق، فأرادوا تحويل كلمة مربي إلى «أستاذ»، يعني التلاعب بمفردات اللغة البابلية التي حروفها من العربية، وتحويلها إلى فارسية، وتعني كلمة «أستاذ» في الفارسية «الماهر بالشيء» والمعلم، وهي تُقرأ بالذال المهملة، يُقال «أستا أو أسطى»، ثم تطورت إلى معلم الصبيان ومربي أولاد الملوك، وذكر علماء اللغة العربية أنها لم ترد في الشعر العربي الذي يُحتج به، ولا في الشعر الجاهلي.
أما معناها فهو الماهر بالشيء، وذكروا أنه لا يستحق أن يُلقّب بها إلا من جمع «ثمانية عشر علماً» أو «اثنا عشر علماً» منها: «النحو والصرف، والبيان والبديع، والمعاني والآداب، والمنطق والكلام، والهيئة وأصول الفقه، والتفسير والحديث».
وأول من لُقّب به كافور الإخشيدي، واستخدمتها العامة فيما بعد على مؤدِّب الصغار، وتُطلق كذلك على المعظّم في كل أمر، وأصبحت اليوم كلمة «أستاذ» من المنارات اللغوية الجميلة والتي تصف بها المعلم أو المدرّس والأستاذ الجامعي بهذا الوصف الراقي.