المطالبة باستكمال تأهيل آبار الحزام الأخضر في درعا تعود إلى الواجهة

درعا – وليد الزعبي:
طفت إلى السطح مجدداً مطالب الفلاحين في درعا بضرورة تأهيل آبار الحزام الأخضر، لكونها تروي مساحات واسعة أغلبها مزروع بأشجار الزيتون، وحافزهم لذلك هو رغبتهم في إعادة ترميم ما تضرّر من أشجار خلال السنوات السابقة.
وأشار عدد من الفلاحين إلى أنهم بدؤوا بالفعل بزراعة غراس الزيتون من جديد لتعويض الفاقد، وهذا العام شهد إقبالاً لافتاً على الزراعة من معظم الفلاحين، وخاصة بعد الأسعار الجيدة التي سادت في الموسم الأخير للثمار والزيت، لكن هذه الغراس تحتاج إلى مصدر مائي مناسب لريّها، وهو يتمثل بآبار الحزام الأخضر المحفورة منذ زمن طويل، وقد تم تأهيل عدد منها، فيما لا يزال عدد آخر بحاجة لإعادة تأهيل من أجل إدخاله حيز الاستثمار.
في السياق ذاته، ضم مربو الثروة الحيوانية صوتهم إلى صوت المزارعين، وأكدوا ضرورة الاستمرار باستكمال تأهيل آبار الحزام الأخضر، لأنها تؤمن مصدر سقاية لقطعان المواشي المتواجدة بكثرة في المنطقة، وهذا الأمر لا شك يوفر عليهم نفقات كبيرة يتكبدونها من جراء الاعتماد على الصهاريج.

مزارعون: تسهم بترميم فاقد أشجار الزيتون والتوسع بها

رئيس غرفة زراعة درعا المهندس جمال المسالمة أيّد مطالب الفلاحين، وأكد على أحقيتها لكون المصدر المائي هو العامل الأساسي في الزراعة، لافتاً إلى أن استكمال تأهيل آبار الحزام الأخضر يساهم في زيادة إنتاج محصول الزيتون المهم للسوق المحلية والتصدير، حيث إن زيت الزيتون السوري مرغوب جداً في الأسواق الخارجية، وخاصةً إذا ما تم العمل على تعبئته ضمن عبوات مناسبة.
من جانبه، بيّن مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش، أن مشروع الحزام الأخضر يمتد من غرب مدينة درعا وجنوبها وصولاً إلى أراضي بلدات الجيزة والطيبة والمسيفرة ونصيب وأم المياذن، وتصل المساحة المستثمرة ضمنه إلى حوالي ٦٥٠٠ هكتار، معظمها مزروعة بأشجار الزيتون، حيث تم حفر وتجهيز ٣٠ بئراً لتخديم المزارعين في حيز المشروع، لكن هذه الآبار خرجت من الخدمة بعد تضررها خلال سنوات الحرب على سورية، وبعد تحسن ظروف المحافظة منذ مطلع عام ٢٠١٩ بدأ العمل بإعادة تأهيل تلك الآبار تباعاً، حيث جرى تأهيل وتشغيل ٩ آبار في منطقة الحزام والبادية بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، وهناك آبار أخرى يجري العمل باتجاه تأهيلها، على أمل شمول أكبر عدد منها في المستقبل.

بدوره، ذكر رئيس شعبة الحزام الأخضر بمديرية زراعة درعا خالد المسالمة، أن الآبار التي تم تأهيلها هي الشياح والكوكلية وأم الدرج ومكتل البنت بمنطقة درعا، إضافة إلى آبار المسيفرة ونصيب والطيبة والجيزة، لافتاً إلى أن معظم تلك الآبار زودت بمنظومات طاقة شمسية وتجهيزات كهربائية وميكانيكية كاملة، آملاً أن يتم تأهيل آبار أخرى ضرورية في الفترة القادمة، وخاصةً مع عودة المزارعين النشيطة لترميم مزارعهم المتضررة، وكذلك قيام آخرين بزراعة مساحات كبيرة جديدة تفوق المساحات التي تعرضت للتلف بسبب اليباس أو طالتها السرقة بهدف التحطيب والمتاجرة، وعلى سبيل المثال قام أحد المزارعين بمنطقة الحزام الموسم الماضي بزراعة ٥٢٠٠ غرسة زيتون بشكل نموذجي من حيث التصنيف وطريقة الري والخدمة بشكل عام، وهناك غيره زرعوا أعداداً ليست بقليلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار