التعبيرية عند الفنان التشكيلي معن سعيد.. وحديث عن مدلولات الإنسان الخالي من الوعي

حماة – نصار الجرف:
الفن التشكيلي، ليس مجرد هواية يشكّل بها الرسام لوحته على السطح الأبيض، وبألوان مختلفة، بل هو محاكاة لما يجول في خاطره وتعبير عن هواجسه، ويعكس ذلك على السطح الأبيض ما يراه، على شكل لوحة تدعو للقراءة والتأمل، معبّرة عن تلك الهواجس أو المشاعر.
وكما هو في الفن التشكيلي مذاهب ومدارس، فإنه أيضاً للفنانين ذاتهم ميولٌ لهذه المدرسة أو تلك.
والفنان التشكيلي معن علي سعيد، له أسلوبه الخاص والمتميز والمتفرد به في رسم لوحاته، فهو يميل إلى المدرسة التعبيرية كثيراً، بل يحترفها، لأنها برأيه “الأكثر قدرة على التعبير عن الإنسان المقهور، الخالي من الوعي، وهو بذلك يصبح عارياً”، وهو ما ينفرد به في رسم إنسانه..
فالأطوال عنده والمقاسات والأحجام، ليست كما هي في الواقع أو تكاد تقترب، كما هو حال الفن التصويري، ولكنها إيحائية بامتياز.. الفنان، معن سعيد، يتفرد برسم إنسانه عارياً تماماً، ذكراً كان أو أنثى، ولكن بأشكال وإيحاءات تعبيرية بحتة، فهو لا يقصد من التعري الجسدي، الناحية الإغرائية أو الغرائزية، ولكنه يرمز بها إلى تجرد الإنسان بحد ذاته، من الوعي والفكر، من القيم والمبادئ، وهو بذلك يصبح عارياً، فيعبّر سعيد هنا عن هذه الحالة برسم شخوصه عراة، مع بعض التحوير المقصود للجسد، رغم أنه، في بعض لوحاته نرى الإنسان عارياً، ولكنه متمسك على سبيل المثال بآلته الموسيقية (الناي أو المزمار أو الغيتار)، فهو رغم عريه، متمسك بما يهوى أو يحب، كما يقول الفنان سعيد، الذي بيّن في حديثه لـ(تشرين)، أن إنسانه العاري، يعبّر عن معاناة الإنسان بحد ذاته، مما يحيط به، من شظف العيش وقسوة الحياة، إلى درجة يصل فيها إلى العري المعنوي، وليس المقصود به الإغرائي، ويستغني هنا عن الكثير من مبادئه وقيمه، ولكنه في مكان آخر قد لا يستغني عما يحب، فهو هنا يبدو عارياً جسدياً، ولكنه متمسك بما يهوى، كتلك اللوحات عن الإنسان العاري الموسيقي.
ويضيف سعيد: “التعري خدم أسلوبي الخاص الذي أحببت أن أتميّز وأتفرد به شخصياً، بمعنى عدم التقيد بمدرسة معينة من الرسم، والقصد الآخر من رسم الإنسان عارياً هو إرجاعه إلى الإنسان البدائي، حيث خلق عارياً، ولكنه استطاع أن يتطور.. هذا الأسلوب هو جزء من المدرسة التعبيرية، ولكنه مع إضافات ذاتية من أجل التميز، ومن أجل إيصال أفكاري”.
وبخصوص الألوان لا يستخدم سعيد ألوان البهرجة والألوان الصارخة، بل يعتمد على لون أقرب إلى بشرة الإنسان” اللوكر”..
يُشار إلى أن الفنان معن سعيد، لم يدرس الفن التشكيلي أكاديمياً، ولم يتبع أي دورة، ولكنه احترف كهواية أحبها بشغف وثقف ذاته بها، وهو عضو في نقابة الفنانين التشكيليين السوريين، وعضو في جمعية “بصمة فن”.. كما شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية المحلية، وفي العديد من المعارض الإلكترونية العالمية، نال من خلالها عدداً من الجوائز وشهادات التقدير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار