أصل الحكاية “بسكليت “!!
من يسبق الآخر النباش أم عامل التنظيفات؟ هي فرصة للفوز بالغنيمة فالقمامة وما تحتويه الحاويات ذات مردود كبير ليس فقط للنباشين بل أيضاً لمشغليهم الذين يدفعون القليل ويحظون بالكثير، وهؤلاء لا ينزلون الشوارع بل يجلسون وراء مكاتبهم في مستودعاتهم لفرز البلاستيك والنايلون والورق وكل ما يمكن الاستفادة منه، إما لبيعه أو إعادة تدويره.
قد يعتقد البعض وعند رؤيتهم لمن يبعثرون الحاويات أنهم يبحثون عن لقمة طعام يأكلونها، ولكن الحقيقة أن ما تحتويه تلك الحاويات أثمن بكثير مما نعتقد، لذلك يتقاسمون المناطق والشوارع بحثاً عن رزقهم، لتسليمها لمن يشغلهم وتلك تجارة تدر الربح الوفير لمن لا يعلم!!
هم يتقاسمون الأرزاق ونحن تبقى لنا قمامة مبعثرة على الأرصفة والأرض وروائح وأمراض، فما بالكم أيضاً ببعض عمال تنظيفات وبدلاً من قيامهم بواجبهم، يفرزون القمامة ويلقون بالباقي من دون اكتراث، ومن يسبق الثاني هو الفائز!!
المشكلة لا تقف هنا، فالكثير من الشوارع يعاني من الأصوات والكلمات النابية والعراك الذي يصل للضرب بالأيدي، عندما يقوم نابشو الحاويات بالبحث عن الألمنيوم والزجاج والبلاستيك، وكأنهم في سباق لنيل الغنيمة، وللأمانة تجارة النفايات صناعة متقدمة في الكثير من الدول، أما لدينا فهي بين أيادي بعض الأشخاص الذين يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر وهي مظهر غير حضاري وله أضرار نفسية وصحية واجتماعية كبيرة.
ندرك تماماُ أن القمامة هي أحد المصادر الرئيسية للتلوث وانتشار الأوبئة، ولكن في حال استثمارها وإعادة تدويرها بالشكل الأمثل فإنها تدر الأرباح الوفيرة، ما يجعلنا بحاجة ماسة لتشجيع الاستثمار بالنفايات وإقامة معامل متخصصة بالفرز وبالتالي إعادة التدوير ودعمها بكل الإمكانيات، وهذا يعني إبرام عقود بين المستثمر وبين البلديات لتصل القمامة كما هي دون فرز مسبق!!
بلدنا يتعافى وهناك إعادة إعمار، والذي يفترض أن يكون قوامه الصحة والبيئة السليمة، وهنا نسأل عن الإدارة المتكاملة للنفايات وعن إدارة الفرز والتدوير في الكثير من المناطق، بدلاً من أن تكون في أيدي نباش كل ما يملكه “بسكليت” لترحيل غنائمه؟!