على ما يبدو تريد وزارة الصناعة تحقيق استدارة متكاملة، باتجاه تطوير بنيتها التصنيعية، وتأهيل مكوناتها، والاستفادة ما أمكن من المتوافر لديها من مقومات وخبرات وكفاءات تساعدها في تحقيق ذلك، وتسجيل نقاط إيجابية بالاستفادة من تجارب الماضي، بما يتلاءم مع القادم وترسيخ فكرة البقاء في الأسواق” للمنتج” الجيد، والذي يؤمن ذلك في الوقت الراهن، حاضنة دمج المؤسسات والشركات المتماثل إنتاجها، وفق رؤية الوزارة وأهل القرار الاقتصادي، انطلاقاً من مصلحة وطنية يسعى الجميع لتحقيقها..
وما قلناه هو بعض الأفكار في المؤسسات المدموجة، والتي تشكل حالة إيجابية كبيرة في حال توافرت لها كل مقومات العمل، وهذه تختلف بطبيعة الحال عن المراحل السابقة التي حملت مكون الدمج للظهور، من حيث الإمكانات وبيئة العمل وصلاحيتها للتنفيذ، والخبرات والكوادر القيادية التي تقود العمل نحو إيجابية تحمل سمات مختلفة عن سابقات مراحلها، وإذا لم تتحقق على أرض الواقع، نكون عدنا للوراء “وكأنك يا أبو زيد ما غزيت”، في الوقت الذي نحن بحاجة فيه لاستثمار أصغر تفصيل من الإمكانات والموارد المتاحة على اختلافها وتنوعها ..
والأهم عدم تجاهل مكونات تسمح بتطوير القائم واستثمارها بأقل التكاليف، أهمها “وهنا للتذكير فقط” إحداث المركز الفني للصناعات النسيجية وما يحمله من رؤى تطويرية لمكونات الغزل والنسيج، وتأهيل الكوادر المتخصصة بالعمل، بدءاً من المادة الأولية في الحقل، وصولاً إلى منتجها في الأسواق، وهذه الرؤية تبنتها وزارة الصناعة من قبل، إلى جانب عدة مشاريع أخرى، تتعلق بمركز التطوير والتحديث الصناعي، والمركز الفني للنسيج، وصندوق التنمية لصناعية، وهذه تشكل خطوة باتجاه إحداث المزيد من المراكز المتخصصة، بما يوفر البيئة المناسبة لتطوير الصناعة في مختلف نشاطاتها، لكن للأسف معظمها بقي حبراً على ورق..!
من هنا نقول ضرورة الاستفادة من المشاريع السابقة، كون المولود الجديد قد يؤمن البيئة التنفيذية والتشريعية، وحتى ظروف الإنتاج المعقولة ضمن ما هو متاح، وأولى خطوات ذلك “المركز الفني للنسيج”، الذي يشكل ضرورة قابلة للتطبيق بالاعتماد على المادة الأولية في عماد الصناعة النسيجية “القطن المحلي” واعتماد سلسلة الإنتاج المتكامل وفق رؤية الدمج الجديدة بدءاً من مرحلة زراعة القطن، مروراً بكافة مراحل حلقات التصنيع، وصولاً للمنتج النهائي، والتي تستطيع تأمين ملايين فرص العمل ودعم الخزينة العامة بقدرات المال وغيرها..
ولعل استثمار هذا الجانب في تطوير القطاع النسيجي وتأهيل كوادره من شأنه تحقيق التميز في العمل والنوعية في الإنتاج، وهذا بطبيعة الحال مشروط بحسن الإدارة، والبيئة المناسبة للتحرك في مختلف جوانب القطاع النسيجي …
وما تذكيرنا اليوم بهذا التفصيل المهم، إلا تأكيد أهمية المرحلة، واستغلال الإمكانات المتوافرة، لمساعدة المولود الجديد، والأهم حتى لا يبقى من المنسيات في ظل ظروف نحتاج فيها كل الإمكانات والجهود.
سامي عيسى
164 المشاركات