المجتمع الأهلي في الرستن يقدم دعماً للمؤسسات العامة من أجل استمرارية عملها
حمص- إسماعيل عبد الحي:
تحاول المؤسسات الحكومية في المدن والبلدات المحررة في محافظة حمص استعادة دورها كاملاً في الحياة العامة.
وفي الرستن تبدو المدينة متعبة تحاول التقاط أنفاسها من جديد بعد سنوات موت سريري تسببت به سنوات الأزمة، وذهبت بكل جميل فيها.
وبعيداً عن التلوث البصري وما تراه من تدمير طال مرافقها ومؤسساتها، وهدم كامل لعدد كبير من بيوتها، فإنّ نشاطاً واضحاً اليوم من أصحاب الفعاليات الاقتصادية ومن أبنائها الميسورين، يحاولون من خلاله إعادة الحياة فيها إلى سابق عهدها مع انسيابية العمل في المؤسسات العامة، وخاصة الخدمية منها لديمومة عملها، ومنذ عامين كان للبعض الفضل في ترميم مجلس المدينة والمخبز الآلي ومخفر الشرطة وجزء من مقسم الهاتف، وأخذ آخرون على عاتقهم حفر كل المسارات الخاصة بالهاتف، وشبكتي المياه والصرف الصحي المخرّبة على نفقتهم الشخصية، وكان آخرها ما قام به السيد عبد الباسط الدالي بتركيب ألواح طاقة شمسية لعدد من المؤسسات العامة على نفقته الخاصة كمقسم الهاتف والمصرف الزراعي وشعبة التجنيد في الرستن.
عدد من المتبرعين بينوا لـ”تشرين” أنهم نشأوا في بيئة تشجع العمل الشعبي، وأن ما يقومون به هو واجبهم تجاه مدينتهم التي يحبونها.
في مجلس مدينة الرستن حدثنا رئيس مجلس المدينة المهندس سمير ظباطح كيف لم تفلح مساعي عدد من المتقاعدين والتجار ووجهاء المحلة في الحصول على موافقة لتشكيل لجنة أهلية، هدفها جمع التبرعات لصرفها على الخدمات، كما بينوا في كتابهم لمحافظة حمص، وبدورها لوزارة الإدارة المحلية، وعادت بالرفض، لكون الفكرة التي جاؤوا من أجلها تخالف أحكام النظام المالي للوحدات الإدارية رقم 3931/و ويتم صرف التبرعات وفق أحكام المادة 40 من هذا النظام المالي، بعد أن يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لقبول التبرعات ويحبذ أن تكون عينية لمشاريع بعينها .
دعم قطاع الاتصالات
رئيس مركز الهاتف في الرستن المهندس معمر الزعبي، نوه بقيام عدد من أبناء مدينة الرستن بدعمٍ لمشاريع تنفيذ وصيانة وترميم البنية التحتية لشبكات الاتصالات من خلال تقديم المعدات والأعمال المدنية اللازمة لتلك المشاريع، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام أحد أبنائها بتقديم مجموعة طاقة شمسية كاملة حرصاً منه على استمرارية عمل المقسم وتجهيزاته في ظل وضع الطاقة الكهربائية الحالية.
وتحدث الزعبي عن مبادرة “معاً الرستن أحلى” وكيف أنها نموذج جميل لدور المجتمع المحلي في دعم إعادة الإعمار، تعبيراً عن اهتمامهم بمجتمعهم وانطلاقاً من حسهم الوطني ومسؤوليتهم المجتمعية “لنبدأ جميعاً يداً بيد لإعادة إعمار سورية ليكون السباق مع الزمن لصالح البناء لا التخريب”وتمنى تقديم الشكر لكل من ساهم بالمبادرات الشخصية لأنهم يستحقون ذلك بالفعل.