من اعلام العدو.. رئيس حكومة اسرائيلية سابق: لا يمكن الحديث عن نصر مطلق.. غزة مجرد حلقة في مخطط أكبر لعصابة نتنياهو
تشرين – غسان محمد:
في الوقت الذي كشف فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، عما وصفها بخطته لليوم التالي في غزة، والتي تعني عملياً إعادة احتلال القطاع بطريقة غير مباشرة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، إن غزة هي مجرد خطوة في مخطط أوسع لحكومة بنيامين نتنياهو، هدفها تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومنع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى، وضم الأراضي الفلسطينية إلى “إسرائيل”.
ووصف أولمرت في مقال له في صحيفة “هآرتس”، حكومة نتنياهو بأنها عصابة، قائلاً إن الهدف الأهم لمجموعة المهلوسين الذين استولوا على السلطة في “إسرائيل” الذين يمثلهم الثنائي اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غافير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ليس فقط احتلال قطاع غزة، والاستيطان في القطاع المُدمر، بل إن غزة هي مجرد فصل تمهيدي، تريد هذه العصابة أن تبني عليه كأساس للمعركة الحقيقية، وهي معركة السيطرة على الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
وحذّر أولمرت من أن الطريق لتحقيق هذا الهدف سيمر عبر أنهار من الدماء، في “اسرائيل” ومن دم اليهود في أماكن أخرى من العالم، وودم الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها “اسرائيل” منذ 57 عاماً، وفي القدس، وحتى بين المواطنين العرب في “إسرائيل”، بمعنى أن هذا الهدف لن يتحقق دون صراع عنيف وواسع النطاق، سيقود إلى كارثة، وإلى حرب شاملة في المنطقة.
وتابع أولمرت: لقد سيطر اليمين المتطرف على الحكومة، وحوّل نتنياهو إلى خادم له، وبالتالي فإن احتمال قيام المتطرفين بتفكيك الحكومة وطرد نتنياهو من منصبه ومنعه من إدارة شؤون “الدولة” ليس أمراً غريباً، ومن الجائز الاعتقاد أن هذه العملية تتم بهدوء وبالتدريج.
وشدد أولمرت على استحالة تحقيق نصر مطلق وكامل في غزة، قائلاً: من الواضح أننا بعيدون جداً عن النصر الكامل، ومثل هذا النصر غير ممكن، وحتى لو استمر العمل العسكري لعدة أشهر أخرى، فإن الثمن الذي سندفعه لا يستحق مثل هذا النصر الذي لا توجد إمكانية حقيقية لتحقيقه، وهذا يعني أن استمرار العمل العسكري في غزة، سوف يجر “إسرائيل” إلى رفح، وهذا ما يريده اليمين المتطرف، رغم ان هذه الخطوة سوف تعرض اتفاق السلام مع مصر للخطر بشكل ملموس وفوري، عدا عن أن تنفيذ عملية برية في رفح ستترك تداعيات كارثية.
وخلص أولمرت إلى القول، إن بن غفير وسموتريتش، يريدان تفجير الوضع كما يرغبان بشن حرب على لبنان. ومع ذلك، ورغم أن نتنياهو يدرك العواقب الحتمية التي ستنجم عن استسلامه التام للعصابة المتطرفة التي تسيطر على حكومته، إلا أنه يتعاون معها ويلبي كل مطالبها وإملاءاتها، وهو على استعداد للتخلي عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وتقويض اتفاقيات السلام مع مصر والأردن. كما انه على استعداد لتدمير العلاقات مع الولايات المتحدة إلى درجة حدوث أزمة واضحة مع الرئيس بايدن، الأكثر التزاماً بأمن “إسرائيل”. بالتالي، فإن استمرار هذه العملية المتهورة، سيؤدي إلى عزلة “إسرائيل” في المجتمع الدولي بشكل لم تشهده من قبل.