ثروة في القنيطرة تنتظر من يستثمرها..فلاحون ومهندسون يسردون معطيات مشجعة وجاذبة 

القنيطرة- محمد الحُسين:

تزدان سهول محافظة القنيطرة وروابيها وتلالها ووديانها ربيعاً بحلّة قشيبة من النباتات البرية العطرية والطّبية والغذائية الجولانية، مثل النَّفل والبريدة والدّودحان

(الدحنون) أي شقائق النعمان، والأقحوان والقرّام والخرفيش والخبيزة واللوف والعلقة (العليق) أي التوت البري والبَختري والمِرار والعِلت، أي الهندباء والسّنيرة والحٌميضة والكعوب أي (العكوب) والرَّشاد ودم الغزال والقُرّة والفطر والشّمرة، أي الشومر والفِجيلة والبابونج والعيصلان والزعتر والجعدة والقريصعنة والحليون والفريون والنّرجس والمِرار والقِريص والزنبق والحويرنة الخرفيش والشيح والحَلبلاب والخُب والمديدة والسوسن وإكليل الجبل والريحان والختميّة وغيرها.

جهود طيبة:

وقد عكفت دائرة المرأة الريفية في مديرية زراعة القنيطرة على دراسة بعض هذه النباتات الغذائية والطبية والعطرية غير المستثمرة، وعمدتْ إلى استزراعها بشكل اقتصادي، و خاصة في الحدائق المنزلية من قِبل السيدات الريفيات، لتمكين هذه الأسر اقتصادياً، والاستفادة منها بالاكتفاء الغذائي المنزلي .

وذكر الباحث الزراعي المهندس شامان محمد الجمعة أنّ النباتات الطبية والعطرية والغذائية ثروة وطنية متجددة، وهي غير مستثمرة بشكل علمي وفعلي.

فكثير من جامِعي هذه النباتات، لا يدركون خطر ما يفعلونه عندما يقتلعون النباتات من جذورها التي كانت جداتنا بطيبتهن وخبرتهن عندما يجمعن العكوب والشمرة وإكليل الجبل واللوف، يتركن جذور هذه النباتات، لتنمو من جديد.

وإذا أضفنا لاقتلاع هذه النباتات من جذورها، الزحف العمراني الذي يقضي على أصناف كبيرة منها، ناهيك عن الحرائق التي تأتي على مساحات كبيرة منها، نكون أمام مهمة وطنية زراعية اقتصادية طبية عطرية، تتجلى بالمحافظة عليها عبر محميات زراعية طبيعية، ومحاولة استنباتها واستزراعها عضوياً.

تصنيف النباتات:

وأضاف المهندس الجمعة: إنّ الاستفادة الناجحة من النباتات الطّبية والعطرية والغذائية مرهونة ببعثات علمية أكاديمية زراعية طبية صيدلانية، من أجل دراسة هذه النباتات وحصرها وتوصيفها وتصنيفها، وتحديد أهمية كل نبات طبياً وعطرياً وغذائياً، ومعرفة طرق استنباتها وزراعتها، والمقارنة بين اسمها العلمي واسمها المحلي، والأسماء المحلية المختلفة في محافظات أخرى، لتصنيفها بين غذائية كالعكوب والشّمرة واللوف والقُرّة والفطر والمِرار والزعتر ، وطبية كإكليل الجبل والمليسة والبابونج وأزهار الزعرور والقُريّص والسوسن، وعطرية كالنفل والريحان والنرجس والعلقة والطيون.

كما أنّ هناك أنواع عدة من النباتات الطبية، تحوي زيوتاً طيارة أو مواد أخرى يمكنها أن تتحول إلى زيوت طيارة عطرية تستخدم في صناعة الروائح العطرية والصابون ومعاجين الأسنان، ومن هذه النباتات الورد والياسمين والزنبق والفل والسوسن وغيرها.

من جانبه، لفت المهندس الزراعي عبد الحميد كريم إلى تحديد مجالات الاستثمار العلمي والعملي للنباتات العطرية والطبية والغذائية، والسعي إلى التصنيع النظيف للنباتات الطبية عبر معامل متطورة، تُستثمر هذه النباتات لإنتاج مستحضرات صيدلانية دوائية علاجية من مستخلصات النباتات، ما يستدعي زراعة النباتات الطبية زراعة عضوية طبيعية في مواسمها الموجودة فيها، وجُمع البري منها جمعاً صحيحاً، وتجفيفها ضمن الشروط الصحيحة، من أجل ضمان الاستفادة الكاملة من موادها الفعالة، وتسويقها والاستفادة منها للفلاحين.

وأوضح كريم أنّ النباتات البرية الجولانية تضمّ باقة متميزة متنوعة، تستعمل أوراقها طبياً وعطرياً مثل الريحان والنعناع، ونباتات يُستعمل لحاؤها طبياً مثل الجوز والقرفة، وأخرى تُستعمل أزهارها مثل البابونج والنرجس، ونباتات تُستعمل بذورها وثمارها مثل اليانسون والكمون، ونباتات تُستعمل جذورها مثل الزنجبيل والشيح والخرفيش والقرص عنّة، متمنياً المحافظة على الأنواع الآيلة إلى الانقراض، وإكثارها وتوعية الناس إلى فوائدها، وضرورتها للإنسان وبيئته الطّبيعية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار