أميركا والإبادة ومجلس الأمن
تشرين- د. محمد رقيه:
إن استخدام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الـ«فيتو» وحيدة مجدداً ضد مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن، المُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً لأسباب إنسانية ورفض التهجير القسرى للشعب الفلسطيني، يؤكد للمرة المئة بعد الألف أن الإدارة الأميركية ليست شريكاً مع جيش الكيان الغاصب في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة فقط، بل هي المشرف والمحرك والقائد الأساسي لهذا العدوان وهذه الإبادة من خلال:
١- إرسال الخبراء العسكريين وغيرهم من المهندسين للتخطيط والإشراف على تنفيذ هذه الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني.
٢- إرسال أحدث أنواع الأسلحة والذخائر الأميركية إلى هذا الكيان بدءاً من طائرات “F35” والطيران المسيّر وانتهاء بالصواريخ و«أم القنابل» التي لم تستخدم في أي مكان بالعالم.
٣- إرسال البوارج والمدمرات وحاملات الطائرات إلى المتوسط والبحر الأحمر للتهديد بها وحماية هذا الكيان.
٤- تهديد كل قوى الممانعة والمقاومة بضربها إذا وسّعت الحرب.
٥- الاعتداء على الشعب اليمني البطل، والدخول في معركة بحرية كبيرة مع القوات المسلحة اليمنية التي منعت سفن الكيان من المرور في مضيق باب المندب، والاعتداءات الجوية لا تزال مستمرة حتى الآن على الأراضي اليمنية بمشاركة القوات البريطانية حماية لهذا الكيان والدفاع عنه.
٦- الاعتداء بأحدث الطائرات القاذفة على قوى محور المقاومة في سورية والعراق التي اشتركت في ضرب هذا الكيان.
٧- تعطي الحرية لهذا الكيان لممارسة كل أنواع الإجرام والمذابح والإبادة الجماعية والحصار بحق أهلنا في القطاع والضفة وضرب كل أسس الحياة في القطاع لجعله أرضاً غير قابلة للسكن والحياة ومحاولة تهجيرهم إلى سيناء والدول الأخرى .
وتمنع في الوقت نفسه على قوى المقاومة حتى الدفاع عن أنفسها ومحاصرتها عسكرياً وإعلامياً وغذائياً ودوائياً ونفطياً، ناهيك باستمرار نهب خيرات سورية النفطية والزراعية على مدى عشر سنوات من الاحتلال الأميركي بمساعدة المجموعات الإرهابية التي أسسوها لضرب الدولة السورية منذ عام 2011.
إن إفشال هذا القرار الجديد هو تعطيل للإرادة الدولية وقيم العدل والإنسانية خدمةً وحماية لأجندات الاحتلال النازي بإبادة وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني.
إن الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لم يتعرض لها شعب آخر منذ قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية الأميركية، والإدارة العميقة الحاكمة في أميركا لديها تجارب كبيرة في إبادة الشعوب منذ تأسيسها وإبادة الهنود الحمر أصحاب الأرض الحقيقيين وحتى الآن، والرئيس بايدن وإدارته يتحمّلان كامل المسؤولية عن منع صدور قرار يلزم بوقف العدوان على غزة، ما يؤكد مجدداً الإشراف والشراكة الأميركية المباشرة في العدوان ويعطي دفعاً جديداً للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر، وقتل الشعب الأعزل قصفاً وجوعاً وحصاراً وإبادة.
وختاماً مهما عظم العدوان وكثرت الجرائم والمذابح فإن النصر سيبقى للشعوب المقاومة المدافعة عن حياتها ووجودها، ولنا في أحداث التاريخ عِبر كثيرة.