التحوّل الرقمي بحاجة إلى الأمن السيبراني… مدير عام «البريد»: عملنا لا تشمله العقوبات لكن أدواته معاقبة
دمشق- رانيا أحمد:
أكد مدير المؤسسة السورية للبريد المهندس حيان مقصود أهمية التحول الرقمي في عمل كافة مؤسسات الدولة، ومنها البريد مبيناً أن هناك اليوم وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سورية، الكثير من المعوقات التي تحول دون الانخراط بالتحول الرقمي بالشكل المطلوب.
وحسب مقصود خلال تصريح لـ”تشرين” يأتي في مقدمة هذه المعوقات والصعوبات تضرر البنية التحتية بما فيها شبكات الاتصال التي هي الحامل الأساس لهذا الموضوع نتيجة الحرب، أضف إليها تضرر منشآتنا البريدية وجزء منها مشترك مع الهاتف، أو مستقل، واليوم لدينا ٢٠٥ مكاتب للبريد ومثلها خارج الخدمة فأنا اليوم أعمل بـ٥٠٪ من إمكانيات المؤسسة فقط.
وأضاف مقصود: إن هذا التحول الرقمي بحاجة للأمن والأمان (الأمن السيبراني) وللأسف نحن نفتقر للخبرة التقنية والكوادر البشرية، فالحلول الرقمية بحاجة للمتابعة والصيانة وهي ليست متوفرة، بسبب هجرة الأدمغة وخاصة محترفي التكنولوجية.
وأوضح مقصود أنّ أي تحول رقمي بحاجة للاتصال بالإنترنت وهو ما نعانيه بسبب حوامل الطاقة، فضلاً عن القيود المالية، فمؤسسة البريد مثل بقية قطاعات الدولة تأثرت اقتصادياً، وشمل هذا التأثير العمل مع الخارج نتيجة الحصار، لأن العمل الأساسي للبريد يختصر بـ( من وإلى سورية) بالإضافة للداخل.
وأشار مقصود الى أنّ جزءاً كبيراً من الأعمال التي يقوم بها البريد اليوم ليست من مهامه، ولكن نحن لا نستطيع الوقوف ولا بدّ من الاستمرار بالعمل.
ونوّه بأن البريد لا تشمله العقوبات لكن أدواته معاقبة، فعندما أريد العمل خارجياً مع دولة أخرى، لابدّ من إرسال حوالات واستلامها وهي متوقفة بسبب الحصار فضلاً عن مصادر التمويل المحدودة، كل ذلك بحاجة لنفقات ومتابعة خارجة عن قدرتنا.
وأشار مقصود إلى حاجتنا الملحة لأسطول النقل، فاليوم لدينا آليات قديمة، متهالكة حتى الموجود منها بحاجة لصيانة، وهذا ما وعدنا به رئيس اتحاد البريد العالمي في المنتدى الذي عقد مؤخراً في سلطنة عمان والذي شارك فيه ست عشر دولة ومنها سورية حيث تمت مناقشته بشكل جانبي مع شرح الأضرار والصعوبات التي تعترض طريقنا.
خدمات عدة
وعن خدمات المؤسسة السورية للبريد الحالية في ظل كل هذه الصعوبات، أوضح مقصود بأننا ننظر للأمام وما يمكن أن نقدمه للمواطن من خدمات في ظل انتشارنا الجغرافي الكبير في المدن والقرى والأرياف وتعاملنا معه على أنه نقطة قوة كبيرة للمؤسسة واستطعنا تقديم خدمات مريحة للمواطن و إعفاءه مشقة التنقل، ومن هذه الخدمات، خدمة إصدار وثائق الشؤون المدنية وضعناها في مكاتبنا هدفنا وبوصلتنا المواطن كما قال السيد الرئيس بشار الأسد، وخدمة دفع رواتب المتقاعدين على قانون التأمينات الاجتماعية البالغ عددهم نصف مليون متقاعد يقبضون من مؤسسة البريد من أقرب مكتب بريد، ولدينا القدرة للتخديم أكثر، وكذلك تمّ التعاون مع الإدارة المالية في وزارة الدفاع لتعويضات المسرّحين فقط، وخدمة إطلاق الحوالات المالية بالليرة السورية كبقية الشركات الخاصة و بالسرعة نفسها.
وعرّج مقصود على القانون رقم ٣٨ لعام ٢٠١٧ حيث وضعنا في بيئة تنافسية غير عادلة لأن القانون يتعامل معنا كما يتعامل مع أي شركة خاصة وهذا ما يصعب علينا القيام بدورنا.
وفي الختام بيّن مقصود أنه رغم الحرب لم تتوقف المؤسسة يوماً عن خدماتها وهي تسير دائماً إلى الأمام بخطا ثابتة منذ العام ٢٠٢٠ رغم الصعوبات والإشكالات.. بدليل أن ميزانها التجاري رابح بالأرقام، ومنذ ذلك التاريخ توقفت المؤسسة عن طلب الاعانات من وزارة المالية.