من إعلام العدو.. «معاريف»: نتنياهو يستسلم لإملاءات اليمين المتطرف و«إسرائيل» تتجه نحو الهاوية
تشرين– غسان محمد:
هل بات اليمين الإسرائيلي المتطرف يشكل خطراً وجودياً على كيان الاحتلال الإسرائيلي؟ سؤال يطرح نفسه بقوة، في الآونة الأخيرة، وأصبح حقيقة على أرض الواقع في نظر العديد من المحللين الصهاينة، ومنهم المحلل في صحيفة «معاريف» ليئور أكرمان، الذي كتب قائلاً:
القرار الأخير الذي اتخذه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن فرض قيود على وصول العرب في «إسرائيل» إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان الذي يحل في الشهر المقبل، هو فصل آخر يثير القلق في عملية طويلة وخطرة لجر “إسرائيل” بأكملها إلى الهاوية من قبل قيادة متطرفة ومدمّرة، ضلّت طريقها وأصبحت مهتمة بشكل أساسي ببقائها السياسي، على إعطاء الأولوية لمصالح إسرائيل والإسرائيليين، ونتنياهو، الذي تقوده مجموعة من الوزراء المتطرفين في حكومته، يقع تحت رحمتهم السياسية، مستعد لدفع أي شيء يسمح له بالبقاء في منصبه حتى على حساب المساس بأمن «اسرائيل».
يتابع المحلل أكرمان: لقد مرّ وقت طويل وسياسة الحكومة الإسرائيلية تُملى من قبل المتطرفين، بتسلئيل سموتريش وايتمار بن غابير، الأمر الذي يهدد بتمزيق «المجتمع الإسرائيلي» نتيجة الرؤية المجنونة لحفنة من المتطرفين المسيحانيين الذين تمكنوا من تثبيت أنفسهم في مناصب حكومية رئيسة بفضل النظام السياسي المُدمر في «إسرائيل»، وبسبب طموح نتنياهو للبقاء في منصبه مهما كان الثمن، وهكذا أيضاً خلال الحرب الحالية على غزة، التي سمعنا فيها أكثر من مرة الرؤية البعيدة المنال لـ سموتريتش وبن غابير، فيما يتعلق بنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، أو احتلال غزة ومحوها وبناء مستوطنات يهودية جديدة هناك، وغير ذلك من الهراء المجنون وغير العملي في واقع الشرق الأوسط.
منذ تولّت الحكومة الحالية مهامها، حدثت عملية أخرى مثيرة للقلق، عملية تولى فيها بن غابير المسؤولية عن الشرطة والأمن الداخلي، وتمكن أخيراً من السيطرة على رئيس الحكومة وقيادته لاتخاذ قرارات تعني التدمير الكامل لـ «إسرائيل» من الداخل وعلاقاتها مع جميع دول الغرب، وخاصة أمريكا وبعض الدول العربية من حولنا.
في عملية التدهور المجنونة التي تندفع فيها «إسرائيل» نحو الهاوية، أمنياً وسياسياً واجتماعياً، لم يعد من الواضح من هو الأكثر جنوناً، هل القيادة هي التي تمسك بعجلة القيادة أم الركاب، أي نحن، الذين نسمح لهذه الحكومة بأن تدهورنا بسرعة متزايدة إلى الانهيار الحتمي المتوقع؟
بن غابير، الذي بدأ مسيرته كمجرم أمني، متطرف وخطير، مستعد لإيذاء أي شخص يقف في طريقه لتحقيق رؤية إقامة «مملكة يهوذا» المتنقلة، مع القضاء على جميع العرب افي «إسرائيل» والفلسطينيين في الضفة الغربية، وعلى اليساريين العلمانيين الذين لا يؤيدون طريقه، وقد نجح تحت رعاية القانون الإسرائيلي وغياب الحكم، في شق طريقه إلى القمة السياسية في «إسرائيل».
بن غابير هذا، الذي لم يتمكن حتى سنوات قليلة مضت من اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات، لديه حالياً عشرة مقاعد في صناديق الاقتراع، ويجر الآن «إسرائيل» بأكملها نحو الهاوية من خلال فرض آرائه على رئيس الوزراء الأسير، وجعله يتخذ قرارات خطرة للغاية على أمن «إسرائيل».
الحرم القدسي، هو المكان الثالث من حيث الأهمية الدينية للإسلام، والأكثر حساسية من حيث الأمن والانفجارات الدينية، مرجعاً لملياري مسلم في العالم، وأي ضرر يلحق بهذا المكان أو محاولة الإضرار به سيؤدي إلى حرب عالمية دينية في الشرق الأوسط وخارجه، ومع ذلك، هذا لا يزعج بن غابير، الذي لديه مصلحة في إشعال هذا النوع من الحرب العالمية، وهو مقتنع بحسب عقيدته ورؤيته، بأن اليهود سينتصرون فيها، وستؤدي في النهاية إلى اختفاء جميع علامات المسلمين من الحرم القدسي، دون الأخذ في الحسبان أن «إسرائيل» ستختفي على الطريق.
ونتنياهو، الذي يعرف مدى جنون وخطورة هذه الرؤية، يختار تجاهلها والمضي قدماً في تحقيقها، فقط من أجل كسب بضعة أشهر أخرى في السلطة على أمل أن ينسى الإسرائيليون والعالم فشله الذريع، في 7-10، لقد أوضحت الأحداث الأخيرة بشكل لا لبس فيه أن هذه القرارات خطرة للغاية وستؤدي إلى إشعال المنطقة داخل «إسرائيل» وفي الضفة الغربية على السواء. وقد تفتح أمام «إسرائيل» جبهة قتال أخرى إضافة إلى الجبهة في غزة وعلى الحدود الشمالية، لذلك، يجب على من يتحلى بالشجاعة والحس السليم أن يضع حداً للجنون السياسي الذي يجري هنا، والذي يضر بأمن «إسرائيل» والإسرائيليين.