قازان والرياضات الهجينة
المبادرات والفعاليات على اختلاف أنواعها الفكرية أو الثقافية أو المجتمعية وحتى الرياضية هي نشاطات دائمة الإقلاع والظهور بغض النظر عن التوقيتات والأزمان، ولم تخلُ منها الإنسانية يوماً، وكلما كانت هذه النشاطات جديدة وتحمل أفكاراً غير تقليدية ومبتكرة وتدور في فلك التجديد والتطوير، كانت جاذبة بمدلولاتها المستقبلية ومحفزة للاهتمام والمتابعة بغرابتها وبعدها عن المألوف والمتداول، الأمر الذي يساعد على زيادة نسبة الإثارة والفضول لمتابعيها، وقد تكون البطولة الرياضية المنتظر انطلاقها بمدينة قازان الروسية بتاريخ السادس والعشرين من هذا الشهر والتي ستقام تحت عنوان بطولة ألعاب المستقبل الدولية والمشارك فيها نحو ألفي رياضي هي خير مثال عن هذه الفعاليات المستحدثة ولكنها بطابع رياضي دولي غريب بعض الشيء في إطار من الحداثة واستقراء المستقبل الرياضي وطبيعة الأحداث الرياضية التي يمكن أن تنشأ فيه وتتطور، واللافت أنّ بطولة ألعاب المستقبل المنتظرة لن تلغي ماهية وطبيعة الألعاب الرياضية الكلاسيكية المعروفة والتي تقام حالياً في جميع أنحاء العالم ككرة القدم وكرة السلة والهوكي وفنون مباريات القتال المختلفة وغيرها، ولكنها أضافت عليها شيئاً من الحداثة والعلم والتقنية بأسلوب مبتكر جمع بين الرياضات الإلكترونية والرياضات التقليدية مع ألعاب الفيديو ضمن بطولات الواقع الافتراضي الذي أصبح حاضراً في تفاصيل الحياة بمختلف أشكالها وتفرعاتها. وهنا ستظهر تلك الرؤى العلمية والتكنولوجية والتخصصات التي ستتولد من تضافر واندماج التخصصات الرياضية الكلاسيكية المعروفة والتخصصات الرقمية والنتيجة تخصصات مبتكرة قد تصل إلى ١٦ تخصصاً يمكن أن تشكل القواعد والنظم الأساسية لقوانين البطولات الرياضية الهجينة مستقبلاً، ولا شك في أن أي تطور أو قفزة نوعية باتجاه الحداثة المستقبلية وفي أي علم أو مجال هو من طبيعة الحياة المعيشة، وهنا بيت القصيد الذي لابدّ أن يُقرأ .. هل نحن جاهزون لخوض غمار الحداثة والتطور في مجالات الحياة المختلفة؟.. وهل رياضيونا الميدانيون وأمثالهم الرقميون والافتراضيون قادرون على دخول هذه المنتديات الرياضية الرقمية المستقبلية بمهارة عالية وتمكُّن وأن يكونوا فاعلين وحاضرين فيها؟ …هذا ما نتمناه و.. غداً لناظره لقريب.