اختبار دم يكتشف «ألزهايمر» قبل 15 عاماً من ظهوره
تشرين:
أفاد فريق من الباحثين أن اختباراً بسيطاً للدم يمكن أن يكشف عن مرض ألزهايمر قبل 15 عاماً من ظهور الأعراض، قائلين: إنه يمكن أن “يحدث ثورة” في التشخيص المبكر للمرض.
وقالت دراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن أن الاختبار يمكن أن يكتشف العلامات الأولى للمرض لمدة تصل إلى 15 عاماً قبل بدء ظهور الأعراض، حسبما ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وقالت الدكتورة شيونا سكيلز، مديرة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، إن الدراسة تضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن هذا الاختبار بالذات لديه إمكانات هائلة لإحداث ثورة في تشخيص أولئك الذين يشتبه في إصابتهم بمرض “ألزهايمر”.
ويقول الخبراء: إن هذا الاختبار الجديد سيحدث «ثورة» في التشخيص، ما يجعل اختبار مرض ألزهايمر سهلاً مثل الحالات الصحية الروتينية، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، مضيفين: يمكن للمرضى أن يحصلوا على النتائج في غضون أيام، بدلاً من السنوات التي يستغرقها التشخيص حالياً.
وأضاف الخبراء: قد تكون لهذا الاختبار «آثار كبيرة» على العلاجات المستقبلية، وإزالة عوائق التشخيص، مثل الانتظار الطويل لإجراء اختبار البزل القطني أو فحص الدماغ، إضافة إلى تسريع التجارب، كما يمكن أن يمهّد الطريق لفحص الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، حيث إنّ العلاجات الحالية يمكن أن تعمل بشكل أفضل مع الحالات التي يتمّ اكتشافها مبكراً.
ويعمل الاختبار عن طريق قياس مستويات البروتين المسمّى p-tau217 في الدم، والذي يشير إلى التغيّرات البيولوجية التي تحدث في الدماغ أثناء مرض ألزهايمر.
ويمكن أن يحدّد المرضى على أنهم من المحتمل أو المتوسط أو من غير المرجح أن يصابوا بمرض ألزهايمر، وربما يستبعد الحاجة إلى مزيد من التحقيقات الأكثر تدخّلاً.
من جانبه، قال البروفيسور ديفيد كيرتس الأستاذ الفخري في معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لندن: يمكن أن يتمّ فحص كلّ شخص يزيد عمره على 50 عاماً بشكل روتيني كلّ بضع سنوات، بالطريقة نفسها التي يتمّ بها الآن فحص ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
وأضاف كيرتس: من الممكن أن تعمل العلاجات المتاحة حالياً لمرض ألزهايمر بشكل أفضل لدى أولئك الذين تمّ تشخيصهم مبكراً بهذه الطريقة. ومع ذلك، أعتقد أن الأمل الحقيقي هو إمكانية تطوير علاجات أفضل. إنّ الجمع بين اختبار فحص بسيط وعلاج فعّال لمرض ألزهايمر سيكون له تأثير كبير على الأفراد والمجتمع.
وتمّ تطوير الاختبار بوساطة شركة ALZpath وهو متاح تجارياً بالفعل. وتبيّن أن الاختبار دقيق بنسبة 97% في اكتشاف آثار بروتين تاو المرتبط بتطوّر مرض ألزهايمر خلال التجارب التي استمرت 8 سنوات.
إلى ذلك، أكد باحثون سويديون أن الاختبار الذي يقيس مستويات p-tau217 في الدم، يتوافق مع مستويات بروتينات الأميلويد وتاو التي تظهر في فحوصات الدماغ والبزل القطني.
وفي تجربة أجريت على 786 شخصاً، في جامعة غوتنبرغ السويدية، تمكّن الباحثون من تصنيف احتمالية إصابة المريض بألزهايمر على أنها «محتملة» أو «متوسطة» أو “غير محتملة” من خلال فحص الدم، مشيرة إلى أنه كلما ارتفعت مستويات p-tau217 في الدم، زاد احتمال الإصابة بالمرض أو تقدّمه.