في الذكرى الـ82 لميلاده.. كيم جونغ إيل مسيرة قائد حمى بلاده استقلالاً وازدهاراً وقوة مُهابة
تشرين:
تحتفي كوريا الديمقراطية الشعبية، اليوم الجمعة 16 شباط، بالذكرى 82 عاماً لميلاد القائد كيم جونغ إيل، أحد أهم القادة التاريخيين في مسيرة البلاد نحو تعزيز منجزات الاستقلال والازدهار بعد الثورة التي قادها الرئيس كيم إيل سونغ ضد الاستعمار الياباني.
– ولد القائد كيم جونغ إيل في الـ16 من شباط من عام 1942، في المعسكر السري في جبل بايكدو، حيث كان يقع مقر قيادة الجيش الثوري الشعبي الكوري في فترة الحرب الثورية المناهضة لليابان، والتي نظمها وقادها الرئيس كيم إيل سونغ.
– ترعرع وهو يسمع لعلعة الرصاص والقدائف، وحظي بالآمال والتبريكات من جميع أبناء الشعب منذ نعومة أظفاره، نظراً لفطنته الخارقة وشيمه السامية.
– بدأ عمله في اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري، الحزب الحاكم، في حزيران عام 1964، وفي أثناء ذلك عمل تحت قيادة الرئيس كيم إيل سونغ بكل نشاط بإظهار حماسته وعبقريته.
وتعزز تحت قيادته حزب العمل الكوري وتطور إلى حزب قاهر مظفر دائماً، وتحول الجيش الشعبي الكوري إلى جيش قوي مظفر لا ندّ له، وتوطدت كوريا كحصن اشتراكي منيع، حيث تمتعت بنظام اشتراكي فريد متمحور على جماهير الشعب، لتبدأ في عهده وتحت رعايته، مسيرة ازدهار كبير في كل ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها.
وكانت أكبر مآثره أن قام بمنهجة فكرة «زوتشيه» التي أبدعها الرئيس كيم إيل سونغ في نظام متكامل، وبتطويرها وإغنائها، حتى تكون فكراً هادياً في عصر الاستقلالية، وبهدى فكرة زوتشيه التي وضعت حداً للسيطرة والاستعباد، والارتهان للدول الكبيرة والخضوع لها، أصبح الشعب الكوري شعباً يتميز بأشد الروح الاستقلالية، وأبلغ الأمثلة على ذلك هو واقع هذا البلد الذي يتقدم بخطى حثيثة نحو بناء الدولة القوية المزدهرة، من دون زعزعة أمام التحديات المتواصلة للقوى الامبريالية المتحالفة وعقوباتها المتطرفة أيضاً منذ عشرات السنين.
وغدا عدد كبير من مؤلفاته زاداً فكرياً وراية ملهمة بالنسبة للشعوب التقدمية في العالم التي تتطلع إلى الاستقلالية، ومن أبرز مؤلفاته: «في فكرة زوتشيه» و«الدروس التاريخية في البناء الاشتراكي والخط العام لحزبنا» و«لا يمكن السماح بمرور الافتراءات المعادية للاشتراكية» و«الاشتراكية علم».
لقد ظهرت قدرته السياسية ومؤهلاته القيادية البارزة، بصورتها الأكثر جلاءً في أواخر القرن الماضي، حين تركزت الحرب الباردة بين الشرق والغرب في المواجهة الكورية – الأميركية، في تلك الفترة لم يكن القائد كيم جونغ إيل يصون الاشتراكية في أحد البلدان في أقسى الأزمات والمحن التي واجهت كوريا فحسب، بل قاد المنظومة الاشتراكية في العالم إلى إعادة بنائها ونهوضها الجديد، بوجه انهيارها وكبوتها.
ففي الظروف الكارثية، مثل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق والبلدان الاشتراكية في أوروبا الشرقية، ومؤامرات القوى الامبريالية المتحالفة المستفحلة لعزل كوريا الديمقراطية وتدميرها، والكوارث الطبيعية المتتالية، والصعوبات الاقتصادية والغذائية الخطرة، رفع القائد كيم جونغ إيل راية (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية) أعلى فأعلى، واعتبر الشؤون العسكرية كأهم شأن من شؤون الدولة، والقدرات العسكرية كأول قدرات وطنية.
وتم إعداد الجيش الشعبي الكوري كأفضل جيش قوي في الفكر والإيمان لا ندّ له، متكامل عسكرياً وتقنياً، ونالت كوريا اعتراف المجتمع الدولي بأنها دولة عسكرية قوية لا تجرؤ أي قوات معادية جرارة على المساس بها.
جدير بالذكر هنا أن كوريا تحولت إلى دولة نووية جديدة في نهاية الأمر، وهي تجتاز «الخط الأحمر» لعدة مرات، رداً على التهديد النووي الأميركي المتزايد، وأصبح ذلك ضمانة مأمونة للبيئة السلمية اللازمة لبناء الدولة الاشتراكية القوية في كوريا، وفي الوقت ذاته ضماناً للسلم والأمن في شمال شرق آسيا وأبعد من ذلك في العالم.
– قام القائد كيم جونغ إيل بتعبئة ما لدى الشعب الكوري من الذكاء والمواهب التي لا ينضب معينها، وبحنكة سخّرها في مسيرة الإبداعات والتجديدات من أجل بناء الدولة القوية والمزدهرة، وناضل جميع أبناء الشعب بصمود مع الجيش الذي وقف في مقدمة البلد كله، كعماد للبلاد وقوة رئيسية للثورة.
اقتدى الكوريون بروحه الثورية الصامدة وأسلوب عمله الكفاحي، فطرأت نجاحات مدهشة في العمل لتنشيط الاقتصاد وتحقيق قفزات واسعة لبناء الدولة القوية والمزدهرة، ففي مختلف الأماكن من البلاد، أقيمت المحطات الكهرمائية الواسعة النطاق، والعديد من المصانع والصروح المعمارية، وجرت تسوية الحقول الواسعة النطاق، وبلوغ التكنولوجيا الرائدة كل بقاع البلاد، وتم إثبات قدرات بناء الدولة القوية بالإطلاق الناجح للأقمار الصناعية التي تم إنتاجها محلياً بالقوة الذاتية مئة بالمئة.
إنها لمأثرة القائد كيم جونغ إيل، من أولها إلى آخرها، أن أحبطت كوريا- التي زعم المجتمع الغربي، بما فيه الولايات المتحدة الأميركية، أنها «ستنهار».. مؤامرات الغرب الامبريالي وتهديده العسكري وفرض العقوبات والحصار، وانتصبت بشموخ كدولة من الدول الصانعة والمطلقة للأقمار الصناعية، والدول النووية المعدودة في العالم.