قطاعنا الزراعي في مفترق الطرق.. وهذه أسباب تصدير واستيراد البطاطا
حماة- محمد فرحة:
لم يعد خافياً على أحد ما يجري لقطاعنا الزراعي من إشكالات وتعثرات منذ سنوات وضعته على مفترق الطرق، فمن الإنتاج الوفير والفائض إلى القلة والاستيراد.
غير أن اللافت في الأمر في كثير من الأحيان هو ما يرافق عمليات التصدير للمنتج الزراعي ومن ثم نقوم باستيراد هذا المنتج!
ولعلّ في قضية تصدير البطاطا قبل عدة أشهر من الآن، وفتح باب استيرادها اليوم العديد من التساؤلات وإشارات الاستفهام والتعجب.
عن كل ذلك يوضح رئيس اتحاد الغرف الزراعية محمد كشتو لـ”تشرين”: أولاً إنّ سبب التصدير الذي جرى للبطاطا قبل أشهر من الآن كان مرده إلى وجود فائض من الإنتاج وصل إلى ٧٠٠ ألف طن ملأ براداتنا وخزائننا، فكان لابدّ من تصدير الفائض عن كل ذلك.
كشف رئيس إتحاد غرف الزراعة أن ما جرى لسهل عكار من جراء السيول وما لحق بالمحاصيل الزراعية هناك ومن بينها المساحات التي كانت مزروعة بالبطاطا، كان سبباً جوهرياً في عملية استيراد الـ٣٠ ألف طن من بطاطا الطعام لسد الفجوة الذي سينتج عنها ما جرى لزراعة المحصول في سهل عكار.
ثانياً، يضيف كشتو: شهر رمضان لم تعد تفصلنا عنه سوى عدة أسابيع وحينها سيزداد الطلب على البطاطا، لحاجة السوق المحلية، وكي تتوافر المادة في الأسواق المحلية كان اقتراح اللجنة الاقتصادية بأن نستورد كمية تغطي حاجة السوق المحلية من الآن وحتى طرح المنتج المحلي من العروة الربيعية في شهر أيار.
وتطرق رئيس اتحاد الغرف الزراعية في حديثة إلى أن إنتاج سهل عكار من البطاطا هذا العام سيكون معدوماً من جراء الفيضانات التي ضربت السهل وزراعاته، ومن المحتمل أن يتأخر طرح إنتاج العروة الربيعية هذا العام بسبب التأخير في زراعة هذه العروة، وهي التي كانت تطرح في شهري أيار وحزيران، وكان يسبقها منتج سهل عكار، لكن حدث ما حدث لزراعة المحصول هناك.
باختصار؛ ما لفت الانتباه في حديث رئيس اتحاد الغرف الزراعية هو أن إنتاجنا للعام الماضي من البطاطا وصل إلى ٧٠٠ ألف طن، وهذا الرقم يماثل إنتاجنا من القمح للعام نفسه تقريباً، بحيث يزيد عليه أي محصول القمح ٦٠ ألف طن فقط.
وستشهد أسعار البطاطا من اليوم وحتى جني العروة الربيعية المزروعة في محافظات حماة ودرعا وحمص وحلب، ارتفاعاً ملحوظاً، حيث يباع الكيلو اليوم بـ٨٥٠٠ ليرة، فبعد أيام وتحديداً في شهر رمضان كيف ستكون الأسعار؟ ..وهل فعلاً كنا مضطرين لتصدير الكمية التي تم تصديرها، بدلاً من الاحتفاظ بها لليوم . على مبدأ القول المأثور الشعبي:” خبي قرشك الأبيض ليومك ..”