لقاحاتها متوافرة في جميع المحافظات رغم صعوبة تأمينها.. 8122 عضة (كلب) تعرض لها السوريون خلال العام الماضي
دمشق – إلهام عثمان:
كشف مدير الأمراض المزمنة والسارية في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي أن عدد الاشخاص الذين تعرضوا للّعض من قبل الكلاب خلال العام الماضي قد وصل إلى 8122، علماً أن التقارير لم تكتمل بعد، أما في العام 2022 فقد وصل العدد إلى “11791” و في عام2021 وصل العدد إلى ” 11494″، وفي 2020 العدد 9562، في حين أنه في عام 2019 كان العدد 7425.
هذا وأشار السهوي إلى أن الزيادات في عدد العضات تركزت بين العامين 2020 و2021 ، وبعدها استقر العدد وفقاً للمتوسط بناء على الإحصائيات المذكورة سابقاً.
السهوي: وزارة الصحة تقوم بتأمين لقاح ومصل داء الكلب عن طريق منظمة الصحة العالمية ما يتطلب وقتاً لا بأس فيه لوصول اللقاح ويسبب تأخيراً في توزيع اللقاح والمصل
تواجد اللقاح
أما عن أماكن تواجد اللقاح، وضح السهوي أن اللقاح والمصل متوافران في كل المحافظات حالياً، في مراكز داء الكلب.
حالات
أثر دمار بعض المناطق بسبب الزلزال المدمر في شباط الماضي، وما خلفته الحرب الإرهابية على سورية، وخاصة في الضواحي والأماكن المتطرفة، حيث يتعرض بعض الأشخاص وخاصة الأطفال لحالات عضة الكلب، والتي تتسبب في داء الكلب أو السعار والتي تؤدي إذا لم يتم علاجها فوراً إلى الموت المحتم.
إحدى تلك الحالات، وفق ما ترويه أم هشام، بأن طفلها ذا الأعوام الستة تعرض لعضة كلب وقاموا بإسعافه، ومنذ ذلك الحين أصبح لديها فوبيا من الأماكن المتطرفة والحيوانات.
اما روز.خ فتؤكد لـ”تشرين”، أنها فقدت حيوانها الأليف، منذ ٨ أشهر بسبب كلب مسعور، وتقول: كان يتصرف بطريقة غريبة جداً، وقمت بزيارة الطبيب المختص، وعندها اكتشفت أنه أصيب بداء الكلب، ورغم محاولة إنقاذه لكنه لم ينج.
حامل الفيروس
يوضح الدكتور الاختصاصي مروان الأحمد من خلال حديثه لـ”تشرين” أن الفيروس الذي يسببه داء الكلب ينتقل أغلبه عن طريق “الحيوانات البرية” مثل الخفافيش والراكون والثعالب، وأن 99 % من الحالات سببها الكلاب المسعورة, والذي يتسبب في وفاة 55000 شخص تقريباً في جميع أنحاء العالم.
طرق انتقاله
أكد الأحمد أنه عادةً يصاب الأشخاص بداء الكلب، بعد تعرضهم لعضة الحيوان المسعور, وينتقل الفيروس المعدي منها إلى البشر والحيوانات الأليفة, عن طريق خدش عميق أو العض، أو إذا لامس لعاب الحيوانات المصابة بشكل مباشر الغشاء المخاطي، (مثل: العين أو الفم أو الأنف) أو جروح الجلد, وتختلف فترة الحضانة بناءً على مكان الإصابة (مدى بعدها عن الدماغ)، ونوع الفيروس ومناعة الجسم.
الأحمد: خطورته تكمن في إصابة الأعصاب فوراً لأن الفيروس يستهدف المخ
أعراضه
هناك أعراض مبكرة لداء الكلب وفق رؤية الأحمد، تتمثل في (الشعور بـالضيق- الصداع- فرط الحركة- الحمى، وتتزايد لتتحول إلى ألم حاد- حركات عنيفة- تهيج لا إرادي- الوخز أو الحكة في مكان العضة – الاكتئاب)، وفي النهاية تنتاب المريض نوبات من الجنون والخمول، ما يؤدي إلى غيبوبة, وعادة ما يكون السبب الرئيسي للوفاة هو “قصور التنفس”، و تنتهي بوفاة المصاب خلال بضعة أيام.
مسافة الوصول
ينتقل فيروس داء الكلب إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، هذا ما وضحه الأحمد، وغالباً ما تستغرق فترة حضانته عدة أشهر, وحسب مسافة وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي, وذلك عندما يتعرض الشخص لعضة أي حيوان من الثدييات المصابة بداء السعار، كـ”الكلب أو الفأر أو القطة”، ويشدد على أنه في حال عدم حصول المصاب على المصل فى الموعد المحدد (بعد العضة مباشرة)، سيؤدي ذلك إلى وفاة المصاب حتماً، لأنه يصيب الأعصاب فوراً مهما كان مكان العضة، ويظهر على شكل التهاب في الدماغ فالفيروس يستهدف (المخ) وهنا تكمن خطورته.
كيف يمكن الشفاء من السعار؟
يجيب الأحمد بأنه يتم عادة تقديم ٤ حقن من لقاح السعار خلال مدة أسبوعين من التعرض للإصابة، و تحتوي الحقنة على الغلوبيولين المناعي البشري المضاد للسعار (Rabies Immune Globulin)، مباشرة بعد التعرض للإصابة في المنطقة المحيطة للإصابة في الجسم، بهدف المساعدة على تثبيط الفيروس المسبب للعدوى بشكل فعال، ويمكن منع انتشارها والإصابة بها عن طريق (المطاعيم).
نصائح
ونوه الأحمد بأنه يجب التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى لتلقي المصل (الخاص بالعضة من نوع الحيوان), و هنا يجب التقيد بأخذ جميع الجرعات, غسل مكان الإصابة بالمياه والصابون تحت مصدر مياه “جارية” لفترة كافية, تطهير المكان المصاب باستخدام مطهر قوي لحين التوجه إلى المستشفي, لتقليل خطر الفيروس الذى يكون “خاملاً” لمدة الساعات الثلاث الأولى من العض.
وعن سؤال “تشرين” له؛ كيف يمكن معرفة الإنسان، أو الحيوانات المصابة بداء الكلب؟.. يجيب الأحمد: الطريقة الصحيحة للتأكد هي “إجراء الاختبارات المعملية”، و أيضاً هناك بعض الدلالات على الإصابة بداء الكلب، حيث يتصرف بشكل غريب وعدواني ويحاول العض، أو قد يسيل لعابه أكثر من المعتاد، وقد يتحرك بعضها ببطء أو يسمح للشخص بالاقتراب منه.
وأشار الأحمد إلى إمكانية تدارك خطورة الحالات بالتعاون مع الجهات المختصة للتخلص من الكلاب المسعورة، وكوقاية أفضل ما يمكن فعله في مثل هذه الحالات، هو عدم إطعام حيوان بري أو الاقتراب منه، إلا إذا تم تلقيه الوقاية اللازمة.
من جهته نوه السهوي بأنه بسبب العديد من التحديات ومنها الحصار الإنساني المفروض على الشعب السوري وتداعياته، وعلى مختلف جوانب الحياة ومنها تأمين الأدوية النوعية واللقاحات، إلا أن حكومة الجمهورية العربية السورية تواصل توفير الخدمات الصحية.
وختم السهوي بأنه بسبب ما تم ذكره أعلاه، فإن وزارة الصحة تقوم بتأمين لقاح ومصل داء الكلب عن طريق منظمة الصحة العالمية، وهذا الأمر يتطلب وقتاً لا بأس فيه لوصول اللقاح، ما يسبب تأخيراً في توزيع اللقاح والمصل.