خريجو الهندسات في “محطة الانتظار” 

على ما يبدو آلية فرز المهندسين تسير وفق المثل القائل “يلي ببيت أهله على مهله”، أربع دورات تخرجت منذ آخر تعيين للمهندسين، وآلاف الخريجين  من المهندسين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، وهم دورات الأعوام من 2019- 2020 وحتى 2022-2023.

آلاف الشباب يعلّقون آمالهم على التعيين، الذي سينقذهم من بطالة يعيشونها، لعدم توافر فرص عمل مناسبة، وعدم وجود سوق يستوعب طاقتهم كلها.

الانتظار طال، والكثيرون فقدوا الأمل بأن يحظوا بوظيفة تسندهم براتب يلبي احتياجاتهم الشخصية على الأقل، ويرفع عن كاهل أهلهم عبء مصاريف إضافية، باتوا غير قادرين عليها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

الكثير من الشباب بحثوا عن فرص عمل خارج البلد، وحتى خارج اختصاصهم، واضطروا إلى السفر من أجل تأمين حياتهم، وآخرون يعملون أعمالاً لا تمت بصلة لاختصاصهم وغير مناسبة، فقط من أجل الحصول على راتب شهري لتأمين احتياجاتهم الخاصة، والقليل منهم حظي بفرصة عمل مناسبة عن طريق الواسطة أو في شركات خاصة.

شبابنا اليوم ينتظرون توظيف طاقتهم، ليبدعوا ويقدموا الكثير الكثير إلى بلدهم الذي احتضنهم وقدّم لهم الكثير، ولكن إجراءات التعيين تسير”سير السلحفاة”.

فمع بداية نيسان الماضي 2023 طُلب من خريجي 2019 – 2020 و 2020 – 2021 التوجه لملء البيانات في جامعاتهم والتقديم على مفاضلة التعيين، وبعد انتظار دام حوالي سبعة أشهر ومع بداية شهر تشرين الثاني 2023  طُلب من الخريجين  ملء رغباتهم حسب اختصاصاتهم ومعدلاتهم، وها قد مرّ أكثر من ثلاثة أشهر، وما زالوا ينتظرون نتائج الفرز، وهل سينتظرون شهوراً أخرى؟

وما دام الفرز إلكترونياً، والجهات العامة أعلمت عن احتياجاتهم الفعلية، فلماذا هذا التأخير وإلى متى؟ وفي حال صدرت نتائج الفرز هل على الخريجين الانتظار شهوراً أخرى للتعيين؟

الخريجون من الشباب يعيشون حالة من اليأس والإحباط والتخبّط، فبعد انتظار سنوات لتعيينهم، هل سيصلون أخيراً إلى مبتغاهم أم سيبقون في محطة الانتظار؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار