سورية الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانبنا في ظروفنا الصعبة.. السفير أكبري: الوجود الإيراني في سورية قانوني ويحترم القوانين الدولية
تشرين – هبا علي أحمد:
أشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، حسين أكبري، إلى أن الوجود الإيراني في سورية تمّ بالتنسيق الكامل مع الدولة السورية وبشكل قانوني ويحترم القوانين الدولية ولم يتمّ اتخاذ أي خطوات دون التنسيق المسبق بين الجانبين، مؤكداً وقوف إيران إلى جانب سورية في كل الظروف، كما كانت سورية الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب إيران في ظروفها الصعبة بعد انتصار ثورتها الإسلامية وقدمت لها كل أنواع الدعم والمساعدة.
وفي مؤتمر صحفي، في مقر السفارة الإيرانية في دمشق، اليوم، قال أكبري للصحفيين: دخلنا في المعركة ضد الإرهاب إلى جانب سورية على أساس هدف عالٍ وكبير واتخذنا خطوات كبيرة وسنواصل تطوير العلاقات الأخوية والقريبة، فسورية مثل إيران دفعت أثماناً باهظة لكونها ضمن محور المقاومة، و لدينا العديد من النقاط المشتركة على أساس المبادئ وليس على أساس المصالح الاقتصادية، مضيفاً: لو كانت إيران تبحث عن المصالح الاقتصادية لكانت تخلّت عن القضية الفلسطينية، لكن إيران لا تقدم شهداء في أي مكان في العالم بناء على المصالح الاقتصادية.
وتابع: الفكرة -أي المقاومة- التي أسستها سورية وإيران وكافة أطراف محور المقاومة توسعت على مستوى العالم، ولاسيما أن شعار المقاومة واضح وشفاف يتمثل بالاستقلال والحرية والعزة والكرامة، فالمقاومة لا تبحث عن الاحتلال والاعتداء على الآخرين، والنقطة الرئيسية التي التقت عندها المقاومة هي الدفاع عن أصدقائها وحلفائها والشعوب المستضعفة.
وأوضح السفير الإيراني أن التطورات السياسية الراهنة ولاسيما الإقليمية باتت واسعة ومعقدة، ولابد أن تنعكس نتيجتها على مستقبل المنطقة، منوّهاً بأن أحد أطراف هذه المعادلة محور المقاومة بمنطقه وقوته وخطابه، في مواجهة الأطراف الأخرى المناهضة له إلى جانب عدد من الدول المحايدة.
وبمناسبة مرور ٤٥ عاماً على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أشار السفير إلى أن الثورة الإسلامية انتصرت في ظروف زمنية خاصة، في ذروة التنافس العالمي بين الإمبريالية الأمريكية والاتحاد السوفييتي آنذاك وبالتالي ذروة النضال العالمي للتحرر، وقدمت الثورة آنذاك خطاباً جديداً كان بناء على أسس ومبادئ ثابتة إلى اليوم ومناهض للإمبريالية.
ولفت إلى أن من الشعارات التي رفعتها الثورة في إيران عند انتصارها كان لا شرقية ولا غربية، كما رفعت شعار تحرر الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الصهيوني وكان لذلك الكثير من الأثمان التي دفعتها إيران.
وبيّن السفير أكبري أن جميع محاولات أعداء إيران للنيل من انتصار ثورتها عبر تنظيم الانقلابات العسكرية والاعتداءات الإرهابية باءت بالفشل، ما دفع أولئك الأعداء من أمريكا وأذنابها إلى شن حرب شاملة ضد إيران مستمرة من خلال العقوبات وغيرها، لكن إيران استطاعت تجاوزها إلى حد كبير بالدعم الشعبي الكبير وحكمة قادتها.
وأكد السفير أكبري أن بلاده رغم كل ما تعرضت وتتعرض له من ضغوط لن ولم تتراجع عن ثوابتها ومبادئها بل استمرت في تقديم المساعدة لأصدقائها وحلفائها، وفي دفاعها عن القضية الفلسطينية، واستطاعت رغم كل العقوبات بمختلف مستوياتها أن تتقدم علمياً وتقنياً، واحتلت مراتب متقدمة في مجالات متعددة منها، المرتبة الثانية بعد الهند في مجال النمو الاقتصادي عام ٢٠٢٣.
وحول القضية الفلسطينية والتطورات الحاصلة، قال أكبري: مشروع إيران لحل القضية الفلسطينية والذي تمّ تسجيله في الأمم المتحدة، مبني على إجراء استفتاء عام في الأراضي الفلسطينية بمشاركة أصحاب الأرض الرئيسيين، وهذا هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن عمليات كافة أطراف محور المقاومة ضد كيان الاحتلال والوجود الأمريكي في المنطقة ستبقى مستمرة ولن تتوقف إلا إذا توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، لافتاً إلى أن أمريكا تدعي أنها لا تريد الحرب وبذلت جهودها منذ بداية العدوان على غزة لعدم توسيع نطاق الحرب إلى المنطقة حسب مزاعمها لكنها في الوقت عينه تدعم الكيان الصهيوني في عدوانه الهمجي على غزة، الذي يحاول أن يعوض هزائمه من خلال المفاوضات السياسية.