مثير للجدل لم يقدر أحد على إثباته أو نفيه.. علم الطاقة الروحية رحلة الإنصات إلى الروح والتعرف إلى الجوهر
دمشق- حسيبة صالح:
(والنور الذي في العين ليس إلّا أثراً لنور القلب، وأمّا النور الذي في القلب فهو من نور الله ).. جلال الدين الرومي.
جدلٌ كبير نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي ليكون الجدل قائماً حول علم الطاقة الروحية من “بوستات” وفيديوهات مع أو ضد.
تيار يقول: إنّ هذا العلم مرفوض لأسباب دينية أو علمية أو للسببين معاً، وآخر يقول: إنّها حقيقة ويجب التعامل معها على هذا الأساس، والأديان لا تتعارض معها.
الكثيرون يعتقدون أن هذا العلم حديث لكن الحقيقة ليس هناك تاريخ محدد لنشأته، إذ يرى البعض أن علم الطاقة الروحية يعود الى Hermes Trismejustus، حكيم الحكماء أيام الفراعنة، وأن أهم من تحدث به أفلاطون واصفاً إياه بعلم الروح والكيمياء، أي فن التحويل، وأن التأمل هو الطريق الأول للوصول للحقيقة.
تقول الباحثة والكاتبة والأستاذة في علم الطاقة الروحية لمى إسماعيل لـ”تشرين”: علم الطاقة الروحية هو من أصول العلوم الباطنية، كل ما يحصل لنا أساسه العقل الباطن، وإن الشاكرات هي بوابة الطاقة، وهناك سبع شاكرات، وأي خلل في هذه الشاكرات يؤثر في سلوك الإنسان ولكل شاكرة عملها الخاص بها.
وتضيف إسماعيل: العلوم الباطنية (Esoteric) هي الرحلة نحو الداخل.. نحو الامتلاء الحقيقي، وهي الإنصات إلى الروح والتعرف إلى الجوهر وتمييزه عن “الإيغو” الذي يفسد حياتنا ويمنعها من رؤية جوهر الأمور والنفحة الإلهية التي تحتويها، فهو علم قديم جداً أسس مبادئه Hermes Trismegistus الملقب بحكيم الحكماء أيام الفراعنة، ولكن يقال إنّ جذوره تعود إلى زمن قديم جداً، ويربطه البعض بقارة “أتلانتيس” المفقودة التي تحدث عنها أفلاطون.
ومثل كل التعاليم الروحانية انتقل من الفم إلى الأذن أي بصورة شفهية، ثم قام اتباعه وتلاميذه بجمعه وتدوينه.
هذا العلم هو معلومات موجودة في مكتبة الكون..أزلية، وباقية، حسب قانون التسجيل (أحد قوانين هيرميس) فكل حدث مسجل وأزلي ويمكن استعادته، ولكن ليس عن طريق الحواس الخمس التي تتبع عالمنا المادي، بل عن طريق ذبذبات الروح التي تفك شفرة كل ما هو مسجل في الكون.
فالرحلة الروحانية هي الطريق نحو الداخل، نحو الجوهر، بعيداً عن الإيغو المضلل الذي يتلاعب بنا ويجعلنا نتوه في دهاليز التفاصيل الأرضية الكثيفة، ووفقاً لعلم النفس، الإيغو هو الجزء من شخصيتنا المكلف بمهمة تحقيق التوازن بين الوعي بأنفسنا والجهل بمكامن النفس، فالرحلة باختصار هي المسافة التي تقطعها الروح بين الكثافة والخفة بوعي نقي، بعيداً عن كل المعايير التي تتبع “الماتريكس” الأرضية.
لافتةً إلى أنّ الكون دخل الآن في البعد الخامس “عصر الدلو”، والبعد طبعاً ليس مكاناً جغرافياً، بل درجة وعي.. لذلك بدأنا نلحظ اهتماماً متزايداً بالمواضيع الروحانية، ولو أنني شخصياً أؤمن بأن الطريق أو النداء الروحاني ليس مكتوباً للجميع، بل فقط للذين يسيرون على درب الوعي ويتبعون نداء الروح، والتوقيت هنا يلعب دوراً أساسياً، مع العلم أن التوقيت الأرضي يختلف تماماً عن التوقيت الروحي، وعندما نمشي في هذا الطريق نمتلك شيئاً مهماً جداً، وهو اليقين، هنا نبدأ بوعي يشبه وعي الجنة.. قد لا تتغير الأحداث في حياتنا ولكن ستتغير طريقة تفاعلنا معها وهذا هو الأمر الأساسي في الحياة.
وحسب إسماعيل فهناك تفاصيل كثيرة، وأسرار، تكشف نفسها لمن يتقن الاقتراب منها، ولا ننسى أبداً أنّ حرية الاختيار أمر مقدس، إذ توجد سبعة قوانين لعلم الطاقة الروحية وهي: قانون التسجيل وقانون التوافق وقانون الفعل ورد الفعل والقطبية والإيقاع والكارما وقانون الاهتزاز وهو أساس قانون الجذب.
قانون الجذب ينص على أن مجريات حياتنا اليومية تتعلق بأفكارنا الماضية، وبأن مستقبلنا هو ببساطة نتاج تفكيرنا الحالي (المثل يجذب المثل)، هذا القانون مغناطيس يجذب لحياتنا كل ما نفكر فيه في عقلنا الباطن.
ويقدّر اتباع هذا القانون، وفقاً للخبيرة إسماعيل، بالملايين، أمثال أرسطو وفيثاغورس ونيوتن، وليم شكسبير وبتهوفن وليوناردو دافنشي الرسام المعروف والمثير للجدل.
وهناك كتب كثيرة تناولت هذا القانون، ولكن كتاب الكاتبة الإسترالية “روندا آلسر، أصبح من أشهر هذه الكتب، وقد اعتمده العديد كدستور وأسلوب حياة ومنهم: “أوبرا وينفري”، التي تقول (ابتكر أعلى وأروع رؤية لحياتك، لأنك ستصبح ما تؤمن به )، كما أن “ستيف هارفي” من أكثر المدافعين عن هذا القانون.
وختمت إسماعيل: في الحقيقة لم يتمكن العلم من إيجاد تفسير دقيق لعلم الطاقة الروحية، ولم يستطع أن ينفيه، وذلك بسبب المشاهدات والتجارب الموجودة، ويبقى هذا العلم لا يعلمه إلّا الله، فالأرواح الطيبة تتآلف وتلتقي على الحب والخير.