أسباب عديدة للفشل الدراسي قد يكون أحدها المعلمون.. اختصاصية: طرق بسيطة يجب على الطالب الكسول اتباعها للتخلص من الكسل
دمشق- بشرى سمير:
يحلم كل الطلاب والتلاميذ بالنجاح، لكن هل كلهم قادرون على تحقيق هذا الهدف؟ بالطبع لا إذ تختلف قدرات الطلاب وتتباين فهناك من الطلاب من يحرص على الاجتهاد والتفوق، وهناك من أخفق وفشل.
إضاعة الوقت
ترى المدرّسة عبير جزماتي أن سبب إخفاق الطلاب دراسياً يعود، حسب خبرتها في التدريس لمدة 15 عاماً، إلى جملة من العادات السيئة التي يمارسها الطلاب وبمعرفة الأهل أهمها تضييع الوقت من دون فائدة، إذ يميل بعض الطلاب إلى إضاعة وقتهم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي وفي آخر النهار يتذكرون واجباتهم المدرسية فيبدؤون بالمذاكرة ويعجزون عن دراسة كل ما هو مطلوب منهم، كما لا يكون لديهم الوقت الكافي لمراجعة ما درسوه وخاصة مع صعوبة المنهاج، فيتسبب ذلك بصعوبة تذكر المعلومات المحفوظة وبالتالي يفشلون في الحصول على علامات عالية.
ولم تغفل جزماتي موضوع الشغب في الصف وخلال حصة الدرس، حيث يتعمد بعض الطلاب المشاغبة ونشر الفوضى في الصف ما يمنعهم من التركيز على شرح المعلم وتدوين الملاحظات المهمة، وعند العودة إلى المنزل يواجهون صعوبة في عملية الحفظ لأنهم لا يفهمون شيئاً فيتسبّب ذلك برسوبهم أو عدم حصولهم على علامات عالية، لافتة إلى أن عملية حفظ المعلومات تحتاج إلى التكرار والمراجعة عدة مرات حتى تثبت في الذاكرة، وللأسف بعض طلاب يشعرون بالملل من مراجعة الدروس، لذلك سرعان ما ينسون كل ما حفظوه، وخلال المذاكرة يواجهون صعوبة في استرجاع المعلومات فيحصلون بسبب ذلك على علامات منخفضة، ولا يخفى على أحد أنّ إهمال الطالب لتطوير مهاراته وقدراته والاكتفاء بما لديه يتسبب في ضعفها وتراجعها.
أسباب عقلية
وتعزو الباحثة الاجتماعية الدكتورة سها العش الفشل الدراسي إلى جملة من الأسباب، أهمها الأسباب العقلية والمتمثلة في تشتت الانتباه وفرط الحركة، وهي نوع من أنواع اضطرابات النمو العصبي في الدماغ، التي تعود إلى فرط الحركة والنشاط وفقدان القدرة على التحكم في تصرفات الطالب أياً كان عمره، إضافة إلى صعوبات التعلم، وغالباً ما تنتج تلك الصعوبات عن العوامل الجينية، وهي تعني صعوبة الفهم أو الكتابة أو الحساب بالنسبة للطفل، الأمر الذي يؤدي إلى تدني مستواه الدراسي.
ونوهت العش إلى ضرورة التفريق بين معاناة الطفل من صعوبات التعلم وبين إصابته بالتخلف العقلي، فقد يعاني الطفل من صعوبات التعلم على الرغم من ارتفاع معدل ذكائه الذي قد يتخطى 110، علماً أن معدل الذكاء الطبيعي يقع ما بين 90 و110، أما التخلف العقلي فيعني أن ينخفض معدل ذكاء الطفل عن 90.
عدم الثقة بالنفس
وأشارت العش إلى وجود أسباب نفسية تسبب فشل الطالب دراسياً، إذ قد ترتبط درجة استيعاب الطفل بمدى انشغال ذهنه بقضايا لا علاقة لها بالدراسة، وضعف الثقة بالنفس يعد من أهم أسباب الفشل الدراسي، فشعور الطفل بالتوتر والقلق والفشل رغم اجتهاده قد يؤدي إلى تدني تحصيله الدراسي، ولا ننسى الخلافات الأسرية التي قد تؤدي إلى شعور الطفل بالفشل والإحباط نتيجة سوء معاملة الوالدين له، سواء لقّبوه بالفاشل مثلاً، أم نتيجة ضربه بسبب ارتكابه بعض الأخطاء البسيطة.
ويلعب المدرس والمعلم دوراً كبيراً في جعل الطالب يقبل على الدراسة أو يحجم من خلال كراهيته لمادة معينة بسبب سوء معاملة مدرس تلك المادة للطفل، وهناك الأسباب الاجتماعية، حيث ترى الدكتورة العش أن انخفاض مستوى دخل الأسرة يزيد من صعوبة ذهاب الطالب للدروس الخصوصية أو شراء الكتب، ما يؤدي إلى تدني التحصيل الدراسي.. وهناك عمالة الأطفال فكثير من الطلاب يلجؤون للعمل من أجل مساعدة والديهم والإنفاق عليهم، فينشغل الطفل بالعمل على الدراسة ويهمل دراسته، وتلعب الصحبة السيئة ورفاق السوء دوراً في تراجع الطالب وفشله دراسياً.
أمراض مؤثرة
وأشار الدكتور محمد الزير، طبيب أطفال إلى أن هناك بعض الأمراض التي تؤثر في تحصيل الطفل الدراسي سلباً منها: الإصابة بضعف السمع، التي تؤدي إلى صعوبة التواصل بين الطفل والمعلمين نتيجة عدم قدرة الطفل على سماعهم ما يؤدي إلى تدني تحصيله الدراسي.
ضعف البصر: كذلك يعاني الأطفال ضِعاف البصر من صعوبة التواصل مع المعلمين، وقراءة الكتب، فيعتمدون على حاسة السمع فقط، وبالتالي يتدنى مستوى تحصيلهم الدراسي، مشيراً إلى أن سوء التغذية ينتج عن سوء التغذية ضعف جسم الطفل وإصابته بالأنيميا، ما يؤثر سلباً في تركيز الطفل وتحصيله الدراسي.
نصائح علاجية
وترى الاختصاصية والمرشدة النفسية إلهام سليمان أن هناك عدة طرق بسيطة يجب على الطالب الكسول أو المهمل اتباعها للتخلص من حالة الكسل، حتى يتمكن الطالب من البدء بأن يكون أكثر إنتاجية، وأهمها الثقة بالنفس والقدرة على النجاح، لذلك يجب على الأهل تحفيزه بشكل دائم، لأن ذلك يساعده على التخلص من الكسل، والقيام بأداء مهامه بشكل أفضل، ووضع هدف أمام الطالب ومساعدته على تحقيقه، والعمل على تنظيم الوقت وممارسة الهوايات بعد الانتهاء من الدراسة، مع الاهتمام بغذائه والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة التي قد تسبب له مشكلات صحية وخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، لأن ذلك يؤثر في صحة العقل ويؤدي إلى الكسل، مضيفة: لابد من الحرص على ممارسة الرياضة حيث إنه من شأنها تنشيط الجسم، وعلى المعلم داخل الصف العمل على إيجاد روح من المنافسة الشريفة بين الطلاب داخل الفصول، حيث إن ذلك يعمل على نشر روح من الإيجابية بين الطلبة، لكن إذا تم تطبيقها بشكل تربوي صحيح، لأن ذلك يحفز عند الطلاب حالة من روح المنافسة للتقدم والتطور، وكذلك أيضاً يحفزهم على بذل المزيد من المجهود، وأيضاً يعمل على كسر حالة الملل والروتين الدراسي داخل الفصل.. إضافة إلى تعزيز ثقافة المكافأة للطالب المجد، حيث إن هذه الطريقة أحد أهم الأساليب التي يتم استخدامها في تحفيز الطلاب وتشجيعهم، ولكن لا يتطلب الأمر وضع ميزانية كبيرة، لأن بعض الجوائز بسيطة جداً، ومنها على سبيل المثال شهادة تقدير أو قلم جميل، وكذلك أيضاً يمكن أن تكون المكافأة بكلمات الثناء والتشجيع للطالب أمام زملائه والتركيز على العمل الجماعي بين الطلاب.