حجم القمر يتقلص فهل يؤثر على الأرض؟

تشرين

كشفت دراسة علمية جديدة من وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أن القمر يشهد تقلصاً في حجمه، وهو ما يفسد أهداف البعثات المرسلة إليه في الوقت الحالي لاستكشاف مناطق رائعة به.
وذكرت «ناسا» في دراستها أنها على علم بأن القمر يتقلص لبعض الوقت، وأنه في عام 2019 فقدَ نحو 150 قدماً على مدى مئات الملايين من السنوات الماضية، نتيجة التبريد الداخلي، موضحة أن القمر مثل حال الأرض يتعرض للزلازل «المعروفة باسم الزلازل القمرية» والفوالق، إذ يبرد باطنه تدريجياً ويتقلص حجمه.
وأكدت الدراسة أن “الزلازل القمرية” وانهيارات الأرض الناجمة عن ارتفاع مستوى برودة منطقة القطب الجنوبي القمري تسببت في تقلص تدريجي لباطن القمر، مشيرة إلى أن محيط القمر قد انقبض بحوالي 46 متراً خلال ملايين السنين الماضية، وهو رقم كبير من الناحية الجيولوجية، لكنه ليس بما يكفي ليسبب أي تأثير مضاعف على الأرض أو دورات المد والجزر، وفقاً لما أفاد به الباحثون.
ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، يشير الجيولوجي القمري توم واترز، مؤلف الدراسة، إلى أن القمر ليس «ميتاً» جيولوجياً كما يظن الكثيرون، بل هو جسم نشط زلزالي، ويوضح واترز قائلاً:عندما يبرد القمر، ينكمش ويتغير الحجم الداخلي، ما يتطلب من القشرة التكيف مع هذا التغير في انكماش عالمي، ويساهم فيه قوى المد والجزر كما يحدث على الأرض”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان تقلص القمر يؤثر في كوكب الأرض، أجابت الدراسة بأنه لحسن الحظ فإن الانكماش يحدث بوتيرة بطيئة للغاية، وهي 150 قدماً فقط خلال مئات الملايين من السنين الماضية، وهذا يعني أن البشر قد لا يلاحظون أي تغيير في حياتهم.
كما يرى المؤلف المشارك في الدراسة، من جامعة ميريلاند، نيكولاس شمير، أن كتلة القمر تظل كما هي، لذا فمن المحتمل ألا يتأثر المد والجزر “بأي طريقة جوهرية”.
لكن تعتقد الدراسة أن انكماش حجم القمر قد يؤثر في خطط وجود البشر على سطحه، على المدى الطويل.
ويتطلع العلماء إلى استكشاف القطب الجنوبي للقمر، حيث يعتقدون أن الحفر الموجودة هناك قد تحتوي على مياه متجمدة، التي من الممكن أن تسهم في المهام المستقبلية وخصوصاً تأثير تقلص القمر في كوكب الأرض.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار