العولمة الغذائية دخلت بيوتنا.. وخبير يرى أن النظر إلى ماذا نتناول هو السبيل الوحيد للصحة

دمشق – أيمن فلحوط:
أقامت جمعية أصدقاء دمشق في المركز الثقافي – أبو رمانة – محاضرة بعنوان ” فلينظر الإنسان إلى طعامه”، ضمن نشاطاتها الدورية، وسط حضور عدد من المهتمين والمتابعين، الذين أغنوا المحاضرة بالعديد من التساؤلات حول العادات الغذائية السيئة، التي تتسبب بالعديد من الأمراض من دون أن يدري أفراد المجتمع، وأن “المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء”.
المحاضر الدكتور عصام عودة رئيس رابطة النحالين، درس الطب البيطري في جامعة البعث، تخصص بالنحل والعلاج بمنتجاتها، طبيب استشاري في هذا المجال، وبعلوم الحجامة الصينية والتغذية العلاجية.
أرجع الكثير من الأمراض إلى العادات السيئة في تناول الأغذية وخاصة لدى الأطفال، من حيث توجههم لتناول الأغذية السريعة، ومثالها الشيبس والأندومي وغيرها، التي تسبب الالتهابات والعديد من الأمراض، كارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن المجهولة السبب، ومشكلات القولون نتيجة نقص فيتامين ب 12 لوجود خلل في البكتيريا الحية، والمهم هنا تناول الغذاء الحي الغني بالأنزيمات وغذائنا فقير بالأنزيمات.
ونصح الدكتور عودة بالتداوي من نباتات البلد، مشيراً إلى أهمية العسل ونبات الزنجبيل والعكبر من النحل في تحقيق الفائدة من خلال تناول تلك النباتات.

عودة: مشكلة العديد من الأمراض تنطلق من نوعية الغذاء الذي نتناوله

في حديثه لـ”تشرين” بين الدكتور عودة أن مشكلة العديد من الأمراض تنطلق من نوعية الغذاء الذي نتناوله، بعكس إنسان العصر القديم، الذي كان يدرك ما يأكل ويتنبه إلى ذلك، وحين ترى رجلاً قدم من الضيعة إلى المدينة، وتضع أمامه صحناً من الأغذية السريعة يرفضها ولا يأكلها، وبعد تناول الغداء إذا قدمت له وجبة للعشاء يقول لك ” أنا اكتفيت”.

الوعي الصحي
في المحصلة كان لديهم الوعي الصحي للغذاء، بينما في زماننا هناك شيء اسمه عولمة غذائية، كما هناك عولمة في التأثير على الأفكار، والنظام السريع في الحياة له تأثير، فتناولنا وجبات الصباح والغداء والعشاء بالتفاصيل نفسها، الذي لم يعتده أجدادنا، يؤثر في جهازنا الهضمي غير المتأقلم مع هذا الغذاء السريع، ويسبب له الضغط الذي يحدثه هذا الغذاء.
السبيل الوحيد لصحة متكاملة ومتوازنة العودة للنظر إلى ماذا نتناول، فننظر إلى الطعام هل هو مناسب لنا أم لا؟، وما هي نسبة هذه المواد المغذية فيه؟، هل يضم مواد ضارة؟، ولا بد من أن نتنبه إلى المغذيات الضارة.

أثر سمّي
أضاف رئيس رابطة النحالين، اليوم لدينا غذاء نتناوله مصنعاً، لكن له أثر سمي، وكما ذكرت إحدى المداخلات، فإن هناك دراسات عن هذه المواد المضافة، لها أثر سمي حقيقي على صحتنا وأهمها بلوتومات أحادية الصوديوم، التي تدخل في الحلويات والمربيات المصنعة، مادة سكر الذرة، وما يطلق عنه العامة بالقطر الإفرنجي، والذي يدخل في كثير من الصناعات، وله أثر سلبي.
ولذلك ندعو اليوم إلى العودة للطبيعة، وإلى الغذاء المتوازن الموسمي، وهو ما أشرت له خلال محاضرتي.
الجانب التوعوي
وعن السبل الكفيلة بالوصول إلى تلك الحالة بين الدكتور عودة أهمية الجانب التوعوي على مستوى المحاضرات واللقاءات المباشرة مع الناس، وضمن عملنا كرابطة لتربية وتنمية النحل، رابطة علمية تابعة لنقابة الأطباء البيطريين، وضعنا ضمن انطلاق عملها في أولى برامجها الاهتمام بالنحل والنحالين، ثم التوعية الاجتماعية نحو غذاء صحيح وعلاج طبيعي من منتجات خلية النحل، ونشاطاتنا لا تقتصر على محاضرات، فهناك دورات ولقاءات شهرية ولقاءات في المحافظات نجتمع من خلالها مع الناس، ونقوم بدور التوعية والتوجيه نحو الغذاء الصحي والتداوي بمنتجات النحل، وتالياً لا تقف المسألة عند حدود محاضرة ولقاء فقط، وكل أعضاء الرابطة الذين يتجاوز عددهم 60 عضواً لديهم هذا الوعي.

معاناة النحالين
المهندس الزراعي محمد سامر رباط أحد المنتجين لمادة العسل تحدث عن معاناة العاملين في هذا القطاع، مشيراً إلى أنهم في ورطة شديدة جداً، نتيجة ارتفاع التكاليف الإنتاجية من جهة، وانخفاض القدرة الشرائية للناس من جهة أخرى، لأن إنتاج عسل طبيعي يحتاج تكاليف عالية جداً، لاعتمادنا مواد الطاقة من البنزين والمازوت بشكل أساسي، ما يؤدي لارتفاع تكاليف الإنتاج، وتالياً ارتفاع أسعار المنتج، وعدم مقدرة الناس على الشراء لتلك المنتجات، فنضطر إلى خفض الأسعار، وسنكون أمام ذلك تحت خيارات صعبة، إما بالغش وهذا أمر لا نقوم به كنحالين متخصصين، لأن أكثر من 95 % من الناس التي تشتري العسل تقوم بذلك لنواح علاجية، والعسل ثروة وطنية، وهذا الرحيق الموجود بالزهر إذا لم يأت النحل ويأخذه سيهدر تماماً، ونلجأ إلى رفع السعر للتعويض، وعندها ستنخفض كميات المبيع ونتأثر بذلك شئنا أم أبينا، وعلينا الاهتمام بهذه الثروة الوطنية، والحفاظ عليها نظراً لأهميتها العلاجية وقيمتها الغذائية الكبيرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار