«الغارديان»: غزة قد تخرج بايدن من السباق الرئاسي
ترجمة وتحرير – لمى سليمان:
ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن المسلمين والعرب الأمريكيين في ميشيغان كانوا قد رفضوا دعوة لحضور جلسة استماع نظمتها حملة جو بايدن الانتخابية، مشيرين إلى أن الوقت قد فات بالنسبة للرئيس لكسب دعمهم بعد تجاهله المستمر لنداءات مجتمعاتهم لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وحسب الصحيفة، فإن عدم رضاهم عن الرئيس سيكون سبباً في عدم نجاح حملته في الولايات المتأرجحة الحاسمة، والتي يحتاج بشدة للفوز بها من أجل إعادة انتخابه.
وكانت هذه الجلسة هي المرة الأولى التي يتم فيها إرسال وفد إلى ديربورن، وهي إحدى ضواحي ديترويت التي تعود أصول أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 109.976 إلى أصول شرق أوسطية أو شمال إفريقية.
وأشارت الصحيفة أن عمدة ديربورن عبد الله حمود، إلى جانب حوالي 15 زعيماً آخر، رفضوا عقد الاجتماع مستشهدين بالحرب التي تدعمها الولايات المتحدة ضد غزة والتي قُتل فيها أكثر من 25 ألف فلسطيني – معظمهم من النساء والأطفال.
وقال حمود لصحيفة «الغارديان»: هذه قضية إنسانية، والفلسطينيون ليسوا مهمين بالنسبة لهم فهم لا يرونهم إلا أرقاماً استطلاعية فقط!” متابعاً القول:إن إدارة بايدن تتواصل مع المجتمع الآن للتحدث عن القضايا التي تتكشف كما لو كانت مشكلات انتخابية أو سياسية.
وفي خطوة مماثلة، كما توضح الصحيفة، فقد رفض العديد من الأمريكيين الفلسطينيين دعوة لحضور مناقشة مائدة مستديرة في وزارة الخارجية مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووصفوها بأنها «مهينة واستعراضية».
ووفقاً لحمود، أول عمدة عربي أمريكي ومسلم لمدينة ديربورن، فإن استراتيجية التواصل التي اتبعتها حملة بايدن-هاريس مع الناخبين المسلمين إما غير موجودة أو غير كافية، واتفق معه قادة آخرون في بعض المجتمعات العربية الأمريكية والمسلمة، قائلين إنهم لا يعرفون شيئاً عن بدائل الحملة الانتخابية وأن الإدارة تتشاور فقط مع الأشخاص الذين لا يتحدثون بصراحة عن عدم موافقتهم على تعامل بايدن مع الحرب.
وكما جاء في «الغارديان»، فإن مسؤولي البيت الأبيض يزعمون أنهم زادوا من تعاملهم مع الأمريكيين المسلمين والعرب منذ تصاعد الصراع في غزة في السابع من تشرين الأول، مستشهدين بمبادرة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا تم إطلاقها في تشرين الثاني.
وقالت السكرتير الصحفي للبيت الأبيض ،كارين جان بيير أن الرئيس ونائبه وإدارتهما بأكملها سيحاولون العمل لضمان حصول كل أمريكي على الحرية في أن يعيش حياته بأمان ومن دون خوف على طريقة صلواته وما يؤمن به ومن يكون.
وأكدت الصحيفة أن موظفي الحملة السابقين والناخبين والقادة داخل هذه المجتمعات غير مقتنعين، ومن المرجح أن يكون تأثير سخطهم لحظة حاسمة في محاولة بايدن لإعادة انتخابه.
وبحسب استطلاع للرأي أجري في الخريف الماضي أن 17% من الأمريكيين العرب يعتزمون التصويت للرئيس، بانخفاض عن 59% الذين أدلوا بأصواتهم له في عام 2020، ووفقاً لمراجعة موقع «Axios» لنتائج انتخابات عام 2020، فاز بايدن بولاية ميشيغان – حيث يعيش 278 ألف أمريكي عربي، بفارق 154000 صوتاً فقط، وفي جورجيا، حيث يعيش ما لا يقل عن 57 ألف عربي أمريكي، فاز بايدن بفارق 11800 صوت.
وفي حديثه للغارديان يرى العمدة حمود أن الاجتماع الملغى يمثل فرصة للضغط على الإدارة التي اعتبرت قضايا ناخبيه أمراً غير ذي أهمية، ومشدداً مع مجموعة من القادة على أن أي قدر من التواصل تحاول حكومة بايدن أن تبنيه معهم لا يكفي لكسب دعمهم، وأنهم ثابتون في مطالبهم بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الدعم غير المشروط لـ(إسرائيل) ضد غزة.
وختمت الصحيفة: على الرغم من أن إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو مصدر قلقهم المباشر، إلا أن المجتمع يشعر منذ فترة طويلة بتجاهل بايدن.