بعض أبقار الغاب لم تلد.. هل المشكلة في المادة العلفية أم في «القشات»؟
حماة – محمد فرحة:
شكا عدد من مربي الأبقار في الغاب من أن القطيع لديهم لم يعد يلد رغم إعطاء لقاحات الحمل من قبل أطباء بيطريين، مشككين بهذه اللقاحات المقدمة من منظمة دولية كما أسموها، بل ذهب رئيس جمعية قرية الربيعة علي حمود لأن يؤكد: سنبيع القطيع فهو لا يحلب ولا يلد.
وفي إجابته عن سؤال؛ إن كانت هذه الحالة فردية لديه أم إن هناك مربين آخرين يشكون من الموضوع نفسه؟، أوضح أن هذه الحالة لدى العديد من المربين.
“تشرين” تابعت تفاصيل الإشكالية، بعد أن بيّن أحد المهندسين الحاضرين الحوار في فرع مؤسسة الأعلاف في حماة : أن المادة العلفية قد تكون سبباً أيضاً، وخاصة المنتجة في معامل القطاع الخاص، حيث يضاف عادة مع الخلطة جزء من أسمدة اليوريا، ما يشكل أذيّة لكبد الأبقار، ولاسيما أن المنتج من المادة العلفية من قبل هذه المعامل، قد لا يخضع للرقابة أو للتحليل، وجلّ المربين يشترون الأعلاف من هذا القبيل.
من جانبه، مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، وفي رده على سؤال إن كانت لديهم شكاوى من هذا القبيل؟ أجاب بالنفي وبأن الخبر الشافي الوافي عند مدير الثروة الحيوانية في المديرية.
واستطرد باكير بأن هناك عدة أمور تحول دون حمل البكاكير، حتى وإن أعطيت لقاحات التلقيح، منها ارتفاع درجات الحرارة صيفاً وسوء التغذية، وعدم انتباه المربين إلى أن قطيع الأبقار لديهم يجب تلقيحه في الوقت المحدد.
بدوره، كشف معاون مدير زراعة حماة رئيس دائرة الثروة الحيوانية الدكتور محمد نور هدله ، أن التغذية هي السبب الذي يجعل الأبقار لا تحمل من جراء عدم توازن “العليقة” المقدمة للقطيع.
وتابع هدلة : يضاف إلى ما سبق عدم مراقبة القطيع، في وقت نقوم دائماً بإجراء عملية الفحص لـ”القشّات” الموجودة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها، وأن الشكوى المثارة هي بخصوص “قشّات” أعطيت منذ أربعة أشهر ولم تتبين نتائجها بعد. كاشفاً أن نتائجها الناجحة كانت في دير الزور ٩٧ % .
في سياق آخر، تقوم مديرية الثروة الحيوانية في مجال الهيئة العامة لتطوير الغاب بحملة تلقيح لـ٣٠ ألف رأس من الأبقار، وكذلك الجواميس ضد مرض الكتل الجلدي، وستستمر الحملة لحين انتهاء عملية تحصين أبقار وجواميس منطقة سهل الغاب.
بالمختصر المفيد: لا نشكك بما ذكره المربون لجهة أن أبقارهم لم تحمل ولم تلد رغم إعطائها اللقاحات / القشّات / فهم غير مضطرين لقول ذلك لو لم تكن الوقائع قائمة.
بالمقابل، ما برره المعنيون قد يكون صواباً وسبباً مباشراً في ذلك، وخاصة أن جلّ المادة العلفية التي يتم شراؤها من تجارها لا تخضع لأي تحليل وفحص، وذهب البعض لأن يؤكد تراجع إنتاج الأبقار من الحليب نظراً لعدم حيوية وجودة المادة العلفية المقدمة، باستثناء ما يقدم من قبل المؤسسة العامة للأعلاف. ويبقى السؤال: هل ننتظر حتى تكبر الإشكالية وتظهر بشكل واضح لا لبس فيه، ليتحرك المعنيون؟.