من إعلام العدو.. محلل إسرائيلي يكشف عن خطة سرية إسرائيلية تتعلق بقطاع غزة بعد الحرب
ترجمة وتحرير ـ غسان محمد:
في معلومات وصفها بالدقيقة، كشف المحلل في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، بن كسبيت، عن خطة سرّية وضعتها مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين، تتعلق بإدارة الوضع في قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، وتندرج في إطار ما يسمى “اليوم التالي”.
وبحسب بن كسبيت، فإن الخطة تشمل عدة مراحل، سيتم في المرحلة الأولى إقامة إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة في غزة، تتولى الإشراف على نقل المساعدات الإنسانية، وتتحمل مسؤولية معالجة وضع السكان المدنيين في غزة خلال المرحلة الانتقالية.
وفي المرحلة الثانية، سيتم إنشاء تحالف دولي يضم دولاً عربية مثل السعودية ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ودولاً أخرى.
ويضيف الكاتب سيكون هذا التحالف جزءاً من اتفاق التطبيع الإقليمي الذي سيتم التوقيع عليه لاحقاً، كما سيشارك هذا التحالف في إنشاء هيئة جديدة تسمى السلطة الفلسطينية الجديدة، وفي هذا الشأن سيتسلم مسؤولون فلسطينيون لا يرتبطون بحماس، وليس لهم ارتباط مباشر بالسلطة الفلسطينية في الضفة، من “إسرائيل” المسؤولية عن غزة. ويشير الكاتب إلى أنه سيتم إلغاء الإدارة العسكرية الإسرائيلية، بينما ستحتفظ “إسرائيل” بحق التصرف على المستوى الأمني في غزة، بنفس الطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية، كلما نشأت احتياجات عملياتية أمنية.
وحسب بن كسبيت ففي المرحلة التالية، التي لن تحدث إلا بعد استقرار قطاع غزة ونجاح الهيئة الجديدة (السلطة الفلسطينية الجديدة)، سيتم تنفيذ إصلاح شامل في عمل السلطة الفلسطينية، على مستوى السلطة والمناهج الدراسية ونظام التعليم الفلسطيني ومعالجة ما تصفه “اسرائيل” بـ”الإرهاب”، وإذا سارت هذه المرحلة على ما يرام، وضمن جدول زمني سيتم تحديده مسبقاً، ويستمر من سنتين إلى أربع سنوات، فإن “إسرائيل” ستوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في أراضي السلطة الفلسطينية، وستناقش إمكانية نقل مناطق إضافية لا تتطلب إخلاء المستوطنات إلى تلك الدولة.
وكشف بن كسبيت، أن هذه الخطة صيغت في “إسرائيل” من قبل هيئة تسمى “مجموعة من رجال الأعمال”. وتم عرضها على المسؤولين الأمريكيين الرسميين. ومن بين رجال الأعمال هؤلاء بعض المقربين من رئيس الوزراء نتنياهو. كما أن الخطة ستكون بمثابة بالون نتنياهو التجريبي الذي يتوافق مع المبادرة الأميركية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط عبر مثلث غزة، ورغم أن نتنياهو لا يجري هذه الاتصالات بشكل مباشر، وإنما من خلال صديقه المقرب رون ديرمر، لكنه يروج للأفكار ويتلاعب بها بطريقة تمكنه من إنكار وجود صلة مباشرة له بها.
كما كشف بن كسبيت، أنه بالإضافة إلى هذه الخطة، تعمل “إسرائيل” في الوقت نفسه على عدة خطط أخرى “لليوم التالي”، وهناك مقر لمنسق العمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، العقيد غسان عليان، فيما يعمل الجيش الإسرائيلي على خطته الخاصة، بينما يقوم “الشاباك” أيضاً بإعداد توصيات لخطة مفصلة “لليوم التالي”.
وختم بن كسبيت قائلاً: السؤال هو.. هل يستطيع نتنياهو الانحراف بقوة نحو اليسار والقيام بخطوة تاريخية تنهي الحرب في غزة وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل؟ على الأرجح لا، فقد ركل نتنياهو دلاءً مماثلة مرات عديدة قبل أن تمتلئ، ومع كل هذا، يجب أن نتذكر أن نتنياهو يعرف أن وقته محدود، وإرثه الحالي هو إخفاق السابع من تشرين الأول، بالتالي، فإن إحراز نوع من التقدم على الجبهة الفلسطينية، يمكن أن يساعده على تغيير الانطباع الذي سيتركه على صفحات التاريخ، في زمن الجروح.