في معرضهما الثنائي.. سيماف حسين وميسر كامل يعزفان مقطوعة متناغمة بين الإزميل والريشة
تشرين- رنا بغدان:
عندما يتحول الإزميل إلى مبضع يجترح الأخشاب بحنو ليصبح الخشب على اختلاف أنواعه روحاً واحدة مطواعة فيسلم أمره بكل ثقة ليد تدرك نهايته المبدعة، عندها يتحول المبضع إلى ريشة تداعب الألوان بتناغم وانسجام لتنسج لوحة تترجم مكنونات النفس وترسل لكل العيون الجمال المرجو منها.. هي معزوفة ثنائية تعانق فيها الإزميل والمبضع عبر ثلاثين عملاً متنوعاً فعزفها الفنان التشكيلي الدكتور ميسر كامل والفنانة النحاتة سيماف حسين في “غاليري عشتار” أمس السبت في افتتاح معرضهما الذي يستمر حتى الثامن من الشهر الجاري.
عن هذا المعرض الثنائي ومضمونه ورسالته تقول الفنانة النحاتة سيماف حسين: يطرح المعرض فكرة “الكمال والنقص” وكيف نستطيع أن نتعامل مع نقصنا ونقاط القوة والضعف فينا لنصل إلى الكمال البشري، وقد قدمت هذه الفكرة عبر 18 عملاً خشبياً نحتوا على عدة أنواع من الخشب مثل “السرو، الكينا، التوت” بقياسات مختلفة بدءاً من 35سم وحتى 100سم
عبر أعمال منحوتة تغلب المرأة على معظمها عدا ثنائية واحدة وعمل واحد يمثل رجلاً مع المحافظة على خصوصية الخشب كخامة حنونة، إضافة إلى أنني أدخلت المعدن والزجاج في بعض الأعمال. وشرف كبير لي أن يكون هذا المعرض ثنائياً مع الدكتور ميسر والتعاون معه وخاصة أنه يقدم المرأة في لوحاته بطريقة لطيفة وعميقة وهو صديق وفنان متميز مرهف الإحساس يحترم لوحته والمتلقي والقارئ الفني..
يذكر أن الفنانة النحاتة سيماف حسين تشغل منصب رئيس فرع القنيطرة لاتحاد الفنانين التشكيليين وهي خريجة معهد التقاني للفنون التطبيقية قسم النحت وتعمل في مجال الديكور للأفلام والحفلات.. وهذا هو المعرض الثاني لها بعد معرضها الفردي في غاليري “آرت هاوس” عام 2017. أما الفنان التشكيلي الدكتور ميسر كامل فقال: تتمحور أعمال المعرض حول المرأة في حالات تحمل رغبة الانعتاق والبحث عن الحلول لمشاكلها التي تراكمت مع التعب والخوف واليأس، نساء.. أعمالي يشاركن المتلقي في بحثهن عن الحلول ويحفزن لديه مشاعر التعاطف والمؤازرة، عيونهن تحدق في عيني المشاهد ويقرأن ما يدور في خلده عندما ينظر هو إليهن محاولاً قراءة الحالة – اللوحة. وقد قدمت هذه الأفكار من خلال اثني عشر عملاً من القياس المتوسط باستخدام ألوان الأكريليك على القماش. أما بالنسبة لهذا المعرض الثنائي فهذه هي التجربة الثانية لي وأنا سعيد بها وأعتبرها جزءاً من التنويع في فسيفساء المعارض التي يتم تقديمها في هذا الموسم، وخاصة أن هذا المعرض يأخذ جانب التعبيرية الرومانسية التي أعمل عليها وأحبها، ففي المعارض الثنائية هنالك ما يشبه المقطوعة التي تحتوي مجموعة من الجمل الموسيقية التي تندمج وتستقر في لحن متناسق ومؤتلف.
يذكر أن الفنان التشكيلي ميسر كامل هو عضو أصيل في اتحاد التشكيليين السوريين، وهو خريج كلية الطب البشري في جامعة دمشق ويحمل شهادة اختصاص في الجراحة البولية، وقد أقام معرضاً ثنائياً في ثقافي “أبو رمانة” سابقاً وله العديد من المشاركات في معارض وملتقيات فنية جماعية وفي معارض فنية إلكترونية داخل وخارج سورية وأعماله مقتناة في سورية وفي العديد من الدول.