السكن المستقل مغامرة صعبة للاعتماد على النفس بعيداً عن الأهل

دمشق- دينا عبد:
فرضت ظروف الدراسة والعمل على فئة كبيرة من الشباب والشابات ترك منزل ذويهم والانتقال إلى السكن المستقل، الذي يجده البعض فرصة للاستقلالية وبناء الشخصية وكذلك الخدمة الذاتية.

حالات
انتقلت أماني وهي (طالبة جامعية) للعيش في مدينة دمشق بغرض الدراسة في الجامعة؛ وحققت رغبتها في السكن مع زميلة أو زميلتين في غرفة أو في شقة مشتركة كي تكتسب تجارب وتصبح على دراية ومعرفة وخبرة في التعامل؛ وبعد مدة وجيزة اكتشفت (أماني) التي تدرس في كلية العلوم أنها تغيرت تغيراً جذرياً عما كانت عليه قبل انتقالها للعيش في المدينة حيث زادت ثقتها بنفسها وأصبحت أكثر صلابة.

طالبات: يزيدنا قوة وصلابة ويعلمنا مواجهة قسوة الحياة

استقلالية
“جمانة” هي الأخرى جاءت إلى المدينة بغرض الدراسة؛ وبينت أنها بلغت من العمر ما يمكنها أن تكون مستقلة وتعتمد على نفسها؛ مضيفة: لو بقيت في القرية من دون دراسة لكان أهلي زوجوني وأنا في هذا العمر؛ لذلك فإن خوض التجارب يزيدني قوة وصلابة وتحمل المسؤولية حتى لو كنت في عمر صغيرة.

هدف
رانيا (طالبة جامعية)، وهي ضد الذين يعارضون سكن الفتاة بعيداً عن أهلها؛ وخاصة إذا كان هذا بغرض إكمال الدراسة؛ فمن حق كل فتاة أن تؤمن مستقبلها وتحصل على شهادة كما يفعل الشباب.
وتقول: ما يحزّ في نفسي أنني أتذكر فترة الامتحانات عندما كانت أمي تدعمني دائماً وتزيد من ثقتي بنفسي وتضمني إلى صدرها؛ هذه كلها معنويات أفتقدها الآن ولكن لكل شيء ضريبة.

صعوبة السكن
الاستشارية الأسرية هبة العرنوس بينت أنه عند مناقشة صعوبات السكن المستقل بالنسبة للشباب والشابات، خاصة طلاب الجامعة يجب مراعاة العديد من العوامل الرئيسية؛ فأحد أكبر التحديات هو الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة الحرب فالعديد من البلدان المتأثرة بالحروب، يعاني الكثيرون فيها من صعوبات في تحمل تكاليف السكن والمعيشة.
مشيرة إلى أن الشباب والشابات على وجه الخصوص يواجهون تحديات خاصة فيما يتعلق بالأمان والاستقرار النفسي والعاطفي، حيث يعيشون في ظل الحرب ويجدون صعوبة في تأمين سكن آمن ومستقر، بالإضافة إلى ذلك، تكون الصعوبات الاجتماعية محدقة بالشباب أيضاً حيث يجدون صعوبة في بناء شبكات دعم اجتماعية وتكوين علاقات جديدة نظراً للتشتت الناتج عن ترك منزل الأهل.

استشارية أسرية: تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للشباب في الفترة الصعبة

ولتحسين هذه الأوضاع، ينبغي تقديم دعم شامل ومتعدد الأوجه يشمل توفير سبل العيش المستدامة وسكن مناسب بأسعار معقولة وتوفير خدمات دعم نفسي واجتماعي للشباب خصوصاً الطلاب الجامعين، فتكاليف السكن تشكل جزءاً كبيراً من التحديات التي يواجها الشباب ومنها صعوبة دفع تكاليف الإيجار والمعيشة، نتيجة عدم وجود فرص عمل بما فيه الكفاية وضعف الأجور؛ تأمين السكن المناسب والمأمون أيضاً يشكل تحدياً، خصوصاً مع سوء الأوضاع الاقتصادية.
وتابعت العرنوس: إضافة إلى ذلك، الصعوبات الاجتماعية والعاطفية تكون حاضرة أيضاً فالعيش المستقل في ظل عدم الاستقرار يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والضغط النفسي فالشباب يحتاجون إلى دعم اجتماعي ونفسي يساعدهم على التعامل مع التحديات المستمرة.
ومن الواضح أن توفير بيئة مستقرة وآمنة للشباب والشابات يتطلب جهداً شاملاً من المجتمع وهذا يضمن توفير فرص العمل، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للشباب خلال هذه الفترة الصعبة من حياتهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار