التنظير «لا يطوّر واقعنا الزراعي»

خمسة عشر يوماً مضت على كارثة الفيضانات التي مُني بها سكان سهل عكار في طرطوس، والتي خلّفت أضراراً كبيرة في الزراعات والممتلكات العامة.
وحتى اليوم لم تنجز اللجان المشكّلة لإحصاء الأضرار الناجمة عن هذه الكارثة عملها، والمزارعون ينتظرون على جمر انتهاء عمل اللجان بأسرع وقت، وصولاً لتعويضهم، ربما يستطيعون تعويض جزء ولو يسيراً من خسائرهم ويعيدون زراعة أراضيهم.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر عن واقعنا الزراعي، الذي يئن تحت غلاء مستلزمات الإنتاج وغياب الدعم الكافي وعدم وجود أسواق خارجية لتصريف الإنتاج، وغياب كامل للتصنيع الزراعي..
وجع الزراعة والمزارعين ليس بجديد، فإن عشرات المقالات الصحفية كتبت وشخّصت الواقع الزراعي، بانتظار إجراءات تنقذ هذا القطاع الحيوي.
لنفاجأ يوم أمس بعقد جلسة تخصصية في مقر اتحاد فلاحي طرطوس بدعوة من المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين وعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة، شخّص خلالها المجتمعون الواقع الزراعي بالمحافظة بشقيه النباتي والحيواني، واقترحوا الحلول لتجاوز التحديات التي تواجه هذا القطاع، ومنها البحث عن آلية جديدة لتقديم الدعم للمزارعين، فواقع الدعم الحالي غير مُرضٍ، ومراعاة خصوصية محافظة طرطوس لتنوع إنتاجها الزراعي، وتأمين مستلزمات الإنتاج، وتقديم قروض طويلة الأمد ضمن برنامج دعم الفائدة، والأهم استثمار أموال المنظمة الفلاحية المودعة بالمصارف الزراعية منذ تأسيس الاتحاد لعدم الفائدة من إيداعها، وتحريكها بما ينعكس إيجاباً على الواقع الزراعي وإحداث مصرف خاص باتحاد الفلاحين.
طروحات مهمة، ولكنها ليست جديدة، فمشكلاتنا ومعوقات القطاع الزراعي قديمة ومعروفة لدى القاصي والداني، واليوم المزارع والمربي ليسا بحاجة لعقد اجتماعات  لواقع معروف وهدر الوقت والمال العام، نريد فعلاً حقيقياً على أرض الواقع، لأن المزارع ملّ الانتظار، وواقعنا الزراعي لم يعد يحتمل التنظير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار