لارتفاع أسعارها.. جمود كبير في سوق اللحوم الحمراء بطرطوس واستهلاك 3 إلى 5 عجول فقط يومياً و«حماية المستهلك» بصدد إصدار تسعيرة جديدة للحوم الحمراء
طرطوس – وداد محفوض:
ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في محافظة طرطوس خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير ومفاجئ وغير مبرر، فبات شراء أوقية من اللحم الأحمر أمراً صعباً، بل مستحيل من أصحاب الدخل المحدود وعدد كبير من المستهلكين.
“تشرين” جالت في أسواق طرطوس ورصدت أسعار اللحوم الحمراء، حيث تراوح سعر كيلو لحم الخاروف بين 200 إلى 225 ألف ليرة للمستهلك وسعر الكيلو قائم ” حيّ” بين 150 إلى 175 ألف ليرة. أما العجل فتراوح الكيلو بين 160 إلى 175 ألف ليرة للمستهلك، و القائم ما بين 110 إلى 120 ألف ليرة، علماً أنها كانت أقل بـ20 ألف ليرة في بداية العام الحالي.
أبو أحمد ذكر في حديثه، أنه بات يشتهي اللحمة ولم تدخل إلى بيته منذ سنوات، متحسراً على عدم قدرته شراء حتى أوقية لحم بسبب سعرها المرتفع، ولفت إلى أنه كان قبل الأزمة يشوي 2 كيلو لحمة عجل وغنم لأولاده في أيام العطلة، متمنياً عودة الوضع كما كان عليه قبل الحرب.
أم ثائر سيدة خمسينية، تحدثت بحسرة أنها اشترت نصف كيلو لحمة عجل منذ حوالي أسبوعين بـ75 ألف ليرة، لتتفاجأ اليوم بازدياد سعر الكيلو من دون مبرر إلى 180ألف ليرة، أي بزيادة 30 ألفاً للكيلو الواحد.
أم أنس أم لأربعة أطفال، ذكرت أنها تستبدل اللحمة بـ”بديل اللحمة” وتشتري غرامات قليلة من اللحمة، وتخلطها لتفرح أطفالها بطبخة دسمة مليئة بـ”اللحم المزيّف” على حد تعبيرها.
القصاب أبو مصطفى في سوق طرطوس أكد لـ”تشرين”، وجود حالة جمود كبيرة في سوق اللحوم الحمراء، مشيراً إلى أنه لا يبيع سوى 3 إلى 4 كيلوغرامات في أحسن الأيام، والسبب وراء هذا الجمود -حسب رأيه- الارتفاع الكبير في سعرها، وتدنّي القدرة الشرائية للمواطن بسبب ضعف الرواتب والدخل، موضحاً أنه يدفع ثمن توليد كهرباء “أمبيرات” أو وقود للمولدة شهرياً، خوفاً من فساد اللحوم، إضافة لإيجار الملحمة ما يقارب الـ 6 ملايين ليرة، وكيلو الأكياس النايلون أقل نوع بـ 17 ألف ليرة، وهناك أجرة السلخ الباهظة، كل هذا يشكل عبئاً ثقيلاً على البائع والمستهلك معاً.
من جانبه، أوضح مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس المهندس إياد ملحم لـ”تشرين”، أن تكاليف أجور النقل سبب رئيسي في الغلاء، فطرطوس لا يوجد فيها سوق منتج للأغنام أو العجول، مايضطر القصّاب لشرائها من حماة أو حمص بأجور نقل كبيرة، تصل إلى حوالي 1.5 مليون ليرة وهذا مرهق، إضافة إلى غلاء ثمن العلف وارتفاع أسعار الأدوية البيطرية في الآونة الأخيرة، كل ذلك سبب تكلفة عالية جداً على المربي واللحام.
ولفت ملحم إلى ضرورة فتح باب الاستيراد للماشية، وخاصة الأبقار و الأغنام، ما يساعد في تراجع أسعارها قليلاً، لأن الطلب أكثر من العرض لقلة الماشية وتراجع أعدادها.
وأضاف ملحم: يتم ذبح 115عجلاً و 225 خروفاً وجدياً في الشهر و” 8 بقرات تذبح وفق قرار من لجنة مركزية من مديرية الزراعة حيث تقوم بفحص البقرات الصالحة للذبح” وهذا عدد قليل مقارنة مع السنوات السابقة.
وأكد عدم وجود ذبح خارج المسلخ، وإن وجد، يتم تنظيم ضبط ذبح خارج المسلخ بموجب قرار مجلس المدينه رقم 78 بتاريخ 23/11/2023.
وعزا تراجع عدد الذبائح يومياً للارتفاع الكبير في أسعارها وتدني القيمة الشرائية للمواطن.
بدوره، أكد رئيس دائرة الرقابة في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس عبد الرحمن ديب انتشار دوريات حماية المستهلك في الأسواق لضبط أي مخالفة، موضحاً أنهم قاموا بتنظيم 161 ضبطاً منذ بداية العام “سعر زائد – عدم وجود ختم – لحم مطحون – وذبح خارج المسلخ”.
ولفت إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بصدد إصدار تسعيرة جديدة للحوم الحمراء تماشياً مع واقع السوق، لأن التسعيرة القديمة فيها غبن للبائع والمربي.