ينظرون وينتظرون!!
أصبحت بيئة العمل الوظيفي غير قادرة على إحداث تغيير أو تطوير بالعمل حتى لمن يريد أن يحقق مبادرة أو انجاز سيجد الطريق عير سالك لأن عقلية الجمود ماتزال هي السائدة في العمل..!
أضف الى ذلك أن هذه المؤسسات بدأت تنزف كوادرها بسبب التقاعد أو الاستقالة ولعل السبب الأخطر هو استنكاف الكوادر الشابة عن العمل بالشروط التي وصلت إليها الوظيفة العامة ولعل استنكاف الكثيرون من المهندسين عن العمل وعدم التزامهم بالفرز من أكثر الدلالات عن عدم رغبتهم بالعمل بالشروط الحالية للوظيفة العامة.. ورغم ذلك تم الإعلان عن دراسة للاستعانة بالكفاءات المُحالة إلى التقاعد قبل خمس سنوات، في محاولة لسدّ الفجوات الإدارية والإنتاجية التي تنتشر في جميع المؤسّسات، من قطاع التعليم إلى الصحة إلى قطاع الخدمات العامة”. بحكم الضرورة والحاجة للاستعانة بخبرات عتيقة وعميقة، تُسهم في ترميم فجوة بعض الاختلالات الإدارية والإنتاجية التي تعاني منها الكثير من المؤسّسات بفعل تعرّض مفاصلها ومواردها البشرية لفراغ كبيرٍ جراء موجات التسرب الواسعة ونقص الكوادر، وعزوف الشباب عن العمل بالوظيفة لمحدودية الرواتب.كما حدث بعد الإعلان عن المسابقة المركزية وتخلف الأغلبية عن الالتحاق بوظائفهم.. وربما حان الوقت للتفكير بمصير الإدارات والمؤسسات العامة بعد عدة سنوات في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.. من نزبف مستمر من الكوادر المؤهلة أو المتقاعدين واستنكاف الشباب المعطّل والعاطل عن العمل والمفلس لغياب الشروط التي تؤمن لهم بيئة عمل خاصة ومناسبة، واستغلال القطاع الخاص للكفاءات بشروط غير عادلة وأحياناً نستغرب أن البعض مازال يتحدث عن إعادة هيكلة المؤسسات العامة في ظل غياب الشروط الموضوعية وتحقيق بيئة تشريعية وأجور ورواتب تحقق الحد المعقول من التحفيز الوظيفي..
هناك شباب رواد وأصحاب كفاءات، ولديهم إرادة وأحلام، وهم في عمر الزهور، كما لديهم مبادرات وإبداعات لكنهم بانتظار الفرص التي تلبي طموحهم التي إن لم يجدوا لها سبيلا في بلادهم فسيبحثون عنها عبر الهجرة إلى دول أخرى مما يهدد بالمزيد من تدهور بيئة الأعمال في العام والخاص.
والمطلوب باختصار هو التفكير بطريقة جديدة تتضمن إتاحة بيئة أعمال جديدة وفرص جديدة وفتح الإمكانية أمام من يشعر بعدم الفاعلية في الوظيفة العامة للتقاعد و منح الشباب فرص حقيقية للاستفادة من المشروعات الصغيرة وتقديم تسهيلات لمن يرغب ببدء مشروع ما، ودعمه بحاضنات الأعمال ليكسب الخبرة والمعرفة، وبالتالي يتم فتح المجال أمام الشباب المتحمس والمبادر لمعالجة حالات البطالة المقنعة .
إن إعادة هيكلة المرافق العامة والمؤسسات والهيئات العامة يتطلب بيئة جديدة وتشريعات جديدة لفتح المجال أمام جذب العاملين الموهوبين والمبادرين وتدريبهم والاستفادة من حماسهم وسنجد أغلبهم اليوم ينظرون وينتظرون!.