لا تكن مغفلاً..

«برقبتي.. بولادي».. يمين حاسم قاطع مانع.. كان كافياً في ستينيات القرن الماضي، لتُذعن كزبون وتدفع ما يطلبه التاجر وتحمل بضاعتك وتغادر..
لاحقاً افتضح أمر بروتوكولات البيع المتفق عليها بين الباعة، واكتشف أغلبية الزبائن أنهم كانوا مغفلين.. وأن البائع النصّاب كان يخبرهم – ولا يقسم – أن برقبته قطعة بولاد.. وبالفعل كان يخفي قطعة البولاد المعلقة برقبته تحت ثيابه، فهو ليس بكاذب لكن الزبون يتحمل مسؤولية ذكائه المحدود..
في أسواقنا وليس في سواها.. إن سامحك عامل محطة الوقود بـ٢ ليتر على العداد الإلكتروني.. تأكد أنه “لطش” منك ٥ ليترات، ورأف بحالتك لأنك تحمل بطاقة لاحقة الدفع، واخترت ببلاهة.. الفرد المخصص دونما إعلان للبطاقات الحكومية مسبقة الدفع.. وعلى كل منا أن يتذكر كم مرة كان ممتناً لأمانة وسخاء عامل «الكازية» المفعم بالعواطف على عكس العداد الجلاد ابن التقنية الغادرة.

وعندما يغريك بائع الفروج بأسعار أقل من السوق بألف أو ألفي ليرة، عليك أن تستدعي دورية التموين فوراً وتأكد أنك ستربح القضية، لأن الميزان الإلكتروني قليل شرف «لا يمانع بالمداعبة»، وعلى الأرجح ستتم مصادرة الميزان ويبقى البائع طليقاً.
حتى في الصيدليات.. متاجر الشفاء، ودكاكين الاستثمار الجشع المغلّف بأمبلاجات الرحمة والمراييل البيضاء الناصعة، عليك أيها الزبون أن تكون حاذقاً في «المفاصلة» ومسلّحاً بثقافة طبية على اقتصادية فضفاضة، ودراية بأسماء الشركات الصانعة للدواء، وسجلاتها وسمعتها.. وإلا كنت فريسة لـ(البزنس) لا للمرض..
بلا طول سيرة..ابحث أيها المواطن – الزبون متعدد الاحتياجات والطلبات عما يناسبك، اسأل.. فاصل.. ناقش وناور، ولاتثق ببائع، لأن ثمة أعرافاً جديدة عليك التسليم بها وحفظها عن ظهر قلب، وإلا…. فالقانون لا يحمي المغفلين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار