فكروا بغيركم!!
لم تعد الخيارات متاحة أمام الفقراء، فالحيرة سيدة الموقف وتفكيرهم الدائم كيف يحمون أجساد أطفالهم من البرد، وكيف يؤمنون بضع ملابس صار بمثابة حلم، فراتب شهرين وأكثر لا يشتري “جاكيت” من سوق شعبي، جراء غلاء أسعارها، فأسواق الملابس الجديدة شهدت عزوفاً من قبل الناس، وصارت للفرجة فقط!! أما أسواق البالة فأسعارها فلكية وبعيدة عن أي منطق، لذلك بات صاحب الدخل المحدود عاجزاً لا حيلة بيده!!
في بلادنا وبعد حرب وحصار، وجد الكثير من الناس أنفسهم في هاوية الفقر، يبحثون عن ملجأ وعن حلول، فكانت بعض المبادرات للمساعدة بتقديم بعض الملابس الجديدة أو حتى المستعملة في فترة الأعياد ولكن هذا يكفي؟
لا شك أن الارتفاع الجنوني لأسعار الملابس جعلها صعبة المنال للبسطاء، وفاقم من عجزهم الأوضاع المعيشية المتردية، وتراجع قدرتهم الشرائية ومحاولتهم تأمين لقمة عيشهم اليومية في ظل ندرة المساعدات وقلة المبادرات.
تلك المبادرات التي يجب أن تكون على مدار العام وليست فقط في المناسبات والأعياد، فالكثير من الأسر الميسورة تكاد لا تلبس قطعة الثياب إلا لمرات قليلة وتستغني عنها بشكل عشوائي، ومن الطبيعي أن تكون ملابس الأغنياء جديدة للمحتاجين، فلماذا لا يتم الترويج لمبادرات وأفكار ومشاريع ونشرها إن كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى، للإعلان عن تلك الأفكار واستهداف مناطق معينة للمساهمة في إكساء الكثير من الأسر المحتاجة؟
أيضاً صار الدواء مرهقاً للفقراء بعد ارتفاع سعره بشكل كبير، وقد سبق أن طرحنا فكرة تبني حملة أو مبادرة للاستفادة من الأدوية الفائضة في المنازل والتي لا تزال صالحة للاستهلاك ولم تفقد فعاليتها، عبر صندوق يتم وضعه في كل صيدلية وبإشراف صاحبها ليتم توزيعه على كل محتاج، فبعض المرضى يشترون أكثر من علبة دواء ولا يستهلكون القليل منها ويكون مصيرها سلة المهملات، وكل ما هو مطلوب نشر التوعية بين الناس وقرار ملزم للصيدليات لاستلام الأدوية والمتابعة والإشراف.
لنفكر قليلاً بغيرنا، فالأشياء التي لم تعد تناسبنا لربما تفيد البعض، وصرختنا اليوم بمثابة نداء إنساني لتبني مبادرات هدفها أولاً وأخيراً الإنسان.