“الخروج من الصندوق نحو حياة أفضل” والتفكير بعيداً عن الحدود والعوائق في ثقافي طرطوس
طرطوس- ثناء عليان:
“الخروج من الصندوق نحو حياة أفضل” عنوان المحاضرة التي ألقتها الدكتورة سوسن عبد الرحمن حكيم، مديرة مركز حكيم لعلوم التفوق والإبداع والمدربة في علوم التنمية البشرية والتطور الشخصي في المركز الثقافي في طرطوس، أكدت فيها أن الخروج من الصندوق ينتج أفكاراً جديدة للتعامل مع المشكلات، وبالتالي ينتج حلولاً ذات مخاطر عالية.
وبينت أن هو ما يقوم به الدماغ من التفكير مفهوم معقد يتركب من عناصر ومكونات متنوعة، لافتة إلى أن المخ يحتوي على 200 بليون خلية (بما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية)، تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة (والتي تعادل ما تتضمنه دائرة معارف)، وتحتوي عقولنا على أكثر من 100 تريليون وصلة محتملة (وهو ما تخجل منه أحدث الحاسبات الإلكترونية)، متساءلة لماذا لا نكون أكثر إبداعاً ونحن نمتلك كل هذه القدرات، ويخطر ببالنا حوالي 4000 فكرة خلال 24 ساعة.
الخروج من الصندوق
وأشارت إلى أن أغلب الناس يعيشون في صناديق (وهمية) يعتقدون أنها محور حياتهم، وبمجرد أن نقرر وضع نقطة نهاية لروتين الحياة، ووضع نقطة بداية لحياة الجديدة، سنتفاجأ بأن ما كنا تعتقد أنها أفضل طريقة للحياة، إنما هي شكل من أشكال الحياة اعتدنا عليها بناء على طريقة التربية التي نشأنا عليها وظروف البيئة المحيطة.
تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة.. والتي تعادل ما تتضمنه دائرة معارف
وأكدت أن الدماغ يحب سلوك الطريق السهل عند التعاطي مع الأفكار والتحديات والمشكلات، لذلك عندما نواجه تحدياً جديداً، فإن الدماغ يستدعي مباشرة الأساليب والطرق التي استخدمها سابقاً بنجاح للوصول إلى حلول، فالوصول إلى إنجاز استثنائي يحتاج لتفكير بطريقة جديدة عبر الخروج من منطقة الراحة.
التفكير خارج الصندوق
وبينت د. حكيم أن التفكير خارج الصندوق هو استعارة للتفكير الإبداعي الناجح، فالإبداع هو صنع الجديد وإعادة تنظيم القديم بطريقة جديدة، مؤكدة أن التفكير خارج الصندوق هو الذي أوصلنا إلى السيارة والطائرة والمصباح الكهربائي والموبايل والكومبيوتر، وهو هدف كل شكل من أشكال الحياة، هو صراع الحياة ضد حدود البيئة، وميلاد أي كائن هو الخروج من الصندوق، خروج الطفل من رحم أمه، خروج الفراشة من الشرنقة، وخروج الصوص من البيضة، وخروج النبات من التربة.
ودعت حكيم بألا نسمح لأفكارنا أن تكون محصورة ومحدودة، لأن التفكير بعيداً عن الحدود والعوائق هو ما يدور حوله التفكير الإبداعي، والخروج من الصندوق يعني التفرد والتميز وهذا يقتضي أن نرى المواضيع بطريقة جديدة ومتميزة بعد دراستها من كل الجوانب والاستماع لكل وجهات النظر.
خطوات للخروج من الصندوق
وذكرت بعض خطوات عملية الخروج من الصندوق مثل القراءة، لأن القراءة مثل آلة الزمن يمكن أن نذهب بها إلى أي مكان في أي وقت، الإنصات، لأن الإنصات لما يقوله الآخرين يعلمنا الكثير، التساؤل، والانتباه والتركيز والاتجاه لأن الفشل يحدث في العمل والحياة الشخصية عندما يفقد الناس الانتباه والتركيز، لأن بدون التركيز فإن الطاقة والموهبة والقدرة تكون ضعيفة، لذلك يجب على الفرد أن يركز قدراته وموارده على أهداف ونقاط محددة، الشغف، التفاؤل والتفكير الإيجابي هو الوقود الذي يشعل التفكير الإبداعي، المرح لأن اللامبالاة إحدى خصائص فلسفة الأمل.
إن الخروج من الصندوق –حسب حكيم- يتطلب التوقف عن ممارسة نشاطات عديدة صارت روتينية رغم أنها غير مجدية، لذلك يجب البدء بممارسات جديدة ينبغي أن تكون إيجابية ومفيدة وممكنة التطبيق، مع ألق نظرة باستمرار على العادات اليومية وتعديل المناسب منها لتكون مواكبة لأهدافنا وللتطور المستمر في حياتنا.
طافات كامنة
في كل يوم –تضيف حكيم- يمكنك أن تتعلم شيئاً جديداً عن ذاتك وعن الطاقات الكامنة بداخلك، كل يوم يمكنك أن تختار أن تصبح أفضل مما كنت، انظر إلى أعماقك، جرب إمكانيات جديدة، إبحث عما يهمك ويلهمك أكثر، هناك فرص عديدة تكمن وراء التفكير التقليدي، والحدود التي فرضناها على أنفسنا.
وختمت مؤكدة أن الكثير من الاختيارات التي يمكن أن تغير حياتنا على نحو مؤثر، هي اختيارات صغيرة يمكن الوصول إليها بسهولة، ومع ذلك لا يفطن إليها إلا القليل من الناس.