تهدف لوضع خطة التعافي للأحياء الواقعة على ممر نهر العاصي في حماة… ورشة عمل تشاركية لمجلس المدينة وبرنامج «الموئل»
حماة- نصار الجرف:
أقام مجلس المدينة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة «الموئل» (un -habitat) وبمشاركة المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية، وبإشراف وزارة الإدارة المحلية، ورشة عمل بعنوان “ورشة عمل تشاركية بهدف التصميم الحضري للفراغات والأماكن العامة على طول ممر النهر في مدينة حماة، باستخدام أدوات الواقع الإفتراضي” وتستمر ليومين وذلك في فندق أفاميا الشام، و تتضمن محاور عمل أساسية أهمها: -البيئة وضفاف النهر- التراث الثقافي- الوصول الآمن- النشاط الاقتصادي.
وذكر المهندس مختار حوراني، رئيس مجلس مدينة حماة، لصحيفة «تشرين»، أن هذه الورشة تأتي استكمالاً لورشات عمل سابقة، الهدف منها وضع خطة تعافي لأحياء المدينة، الواقعة على خط ممر نهر العاصي، حيث كانت الدراسة في الورشات السابقة على بعض أحياء المدينة الواقعة على ممر النهر، كالبارودية والفيحاء والزنبقي وباب النهر والطوافرة وساحة العاصي، وتم توسيع خطة التعافي لتشمل كافة أحياء المدينة، وليس بالضرورة الواقعة على ممر النهر، بمشاركة من لجان الأحياء ولجان تطوعية من المجتمع المحلي ومنظمات دولية وجمعيات أهلية ومؤسسات ودوائر حكومية، وكلها بإشراف مجلس المدينة.
وأوضح المهندس حوراني أن خطة التعافي تدرس الاحتياجات والتحديات التي تعاني منها هذه الأحياء من بنية تحتية، صرف صحي، طاقة بديلة، تأهيل حدائق، نظافة، وأشياء مكملة لا تقوم بها الحكومة، إضافة إلى برنامج تمكين الشباب بالمشاريع الصغيرة وتفعيل دور المرأة وزيادة مشاركتها في العمل العام، وورشات تحضير للوصول إلى خطة يتم تسويقها وتبنيها من منظمات وفعاليات اقتصادية من أجل تنفيذها.
وأضاف: ورشة عمل اليوم تأتي استكمالاً لورشات سابقة، كانت خرجت بمخرجات من أهمها تفعيل مجرى نهر العاصي والشريط المحاذي له، وتنظيفه ومعالجته بيئياً.
والعمل في هذه الورشة تم تقسيمه إلى محاور أساسية: المحور الأول هو المحور البيئي، ويتضمن تنظيف النهر من التلوث، ومنع صبيب الصرف الصحي في بعض المواقع، وتشذيب أطرافه، والمحور الثاني هو تفعيل الشق الاقتصادي باستثمار ضفاف النهر، بحيث لا يؤثر على جمالية النهر وحجب الرؤية البصرية عنه، والثالث الاهتمام بموضوع النواعير التي تتميز بها مدينة حماة محلياً وإقليمياً، والمحور الثالث هو الموضوع التراثي، ويتعلق بالأحياء الواقعة على طرفي النهر (الطوافرة) واستثمارها سياحياً وتراثياً، بمشاركة مديريات السياحة والآثار والشؤون الاجتماعية والعمل، والبيئة والصرف الصحي والموارد المائية، إضافة إلى المجتمع المحلي، أما المحور الرابع فهو محور الوصول الآمن، ويتضمن علاقة الشبكة المرورية المحيطة بالمكان وعلاقتها بالسكان وطريقة وصولهم إلى الأحياء الأخرى.
وأوضح حوراني أن هذه المجموعات ستخرج بمخرجات وخطة عمل يتم عرضها للوصول إلى مشاريع تشكل تنمية مستدامة لممر النهر، ويتم تبنيها ووضع تصور نهائي ليتم البدء بالعمل على إعادة تأهيل وتصحيح مسار النهر ضمن المدينة وفق هذه الرؤية وبدعم من فعاليات اقتصادية ومجتمع أهلي ومؤسسات حكومية.
من جانبها، ممثلة منظمة «الموئل» المهندسة سهير الفيصل، أشارت إلى أن دور المنظمة دعم مجلس مدينة حماة وتقديم الخبرات، بهدف التصمميم الحضري للفراغات على طول مجرى نهر العاصي، ضمن مشروع إعداد خطة التعافي للمدينة ككل، وأوضحت أن الخطوة اللاحقة ستكون باعتماد مجلس المدينة خطة الأولويات والاحتياجات وتصديقها، ومن ثم رفعها إلى وزارة الإدارة المحلية لاعتمادها كخطة أولويات واحتياجات.
كما أوضح منسق المنظمات الدولية المهندس عماد باشوري، أن مصطلح التخطيط التشاركي يعني مواجهة التحديات التي تواجه مجلس المدينة بالتشارك والتعاون مع المجتمع الأهلي، وعدم وضع الحلول ضمن المكاتب المغلقة في مجلس المدينة، بل مشاركة الحلول مع المجتمع المحلي، ومصطلح التعافي يعني وضع الخطط الأولية التي تغطي كل القطاعات الخدمية والتنموية في المدينة، للوصول إلى حلول جذرية للتحديات.
ورشة اليوم تأتي ضمن رؤية مجلس مدينة حماة حول اقتراح الخطط التفصيلية لممر نهر العاصي بإعادة إحياء هذا الممر والتركيز على الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتراثية له، كون النهر ونواعيره سمة مميزة لمدينة حماة.
وبين مدير عام الشركة العامة للصرف الصحي المهندس فادي العباس أن أهمية الورشة تكمن في معرفة جميع التلوثات الواصلة إلى مدينة حماة والخاصة بالصرف الصحي، وخاصة ما بين مدينتي الرستن وحماة، تركز على الجانب الخدمي المتعلق بالصرف الصحي، ولاسيما المتعلق بمجرى نهر العاصي، حيث يجري العمل على تقسيم المجرى إلى عدة محاور للبدء بأعمال تعزيل وتنظيف المجرى.