من إعلام العدو مؤرخ إسرائيلي: خمسة مؤشرات على انهيار المشروع الصهيوني
تشرين – غسان محمد:
في ظل وصول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى أفق مسدود، وانعدام الخيارات أمام كيان الاحتلال للخروج من النفق المظلم، ومع اشتعال حرب الاتهامات الداخلية بين المستوى السياسي والعسكري، واستمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، حذّر المؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه، وهو أستاذ محاضر في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة “إكسيتر” البريطانية، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، من قرب انهيار المشروع الصهيوني، قائلاً: التطورات المتلاحقة في المنطقة، بشكل عام، وداخل الكيان الاسرائيلي بشكل خاص، تؤكد كلها انهيار الاستراتيجية الصهيونية ودخول “إسرائيل” حالة من الفوضى والانهيار على جميع المستويات.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن بابيه قوله خلال ندوة عُقدت السبت الماضي في حيفا، تحت عنوان “بداية نهاية المشروع الصهيوني” : إن بداية نهاية هذا المشروع قد تستغرق بعض الوقت، لكنها ستحصل عاجلاً أم آجلاُ، مشيراً إلى خمسة مؤشرات تعزز هذه الفرضية:
الأول، يتمثل في الحرب الأهلية التي تعصف بـ “إسرائيل” حتى قبل السابع من تشرين الأول الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي داخل “إسرائيل”. موضحاً أن المعسكر العلماني، ومعظمه يهودي أوروبي، يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة، لكنه لا يخفي استعداده لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يسعى المعسكر المتطرف الذي نشأ في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، إلى إقامة “دولة يهودا”، ويطمح إلى تحويل “إسرائيل” إلى دولة دينية يهودية عنصرية، وهذا كفيل بإشعال حروب طويلة بين المعسكرين في المستقبل.
والمؤشر الثاني حسب بابيه، هو الدعم غير المسبوق الذي تحظى به القضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المشاركين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط النظام العنصري في جنوب إفريقيا، وهنا تجدر الإشارة إلى النشاط الذي تقوده حركة مقاطعة “إسرائيل” (BDS) ودعوتها إلى سحب الاستثمارات من “إسرائيل”، يضاف إلى ذلك، توجه المنظمات غير الحكومية في العالم لتأطير “إسرائيل” باعتبارها دولة فصل عنصري ما يشير إلى مرحلة جديدة يتحول فيها الضغط من المجتمع إلى الحكومات.
والمؤشر الثالث، يتمثل بالعامل الاقتصادي في “إسرئيل”، حيث يتضح حجم وخطورة التمايز الطبقي، وتوجد أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك، وهناك وضع لا يستطيع فيه أي شخص شراء منزل، يضاف إلى ذلك أن عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر، يتزايد سنوياً. ورغم الإنفاق الضخم على الحرب في غزة والدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة، هناك رؤية قاتمة لمستقبل المناعة الاقتصادية لـ “إسرائيل”.
والمؤشر الرابع، حسب بابيه، هو عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حماية المستوطنين في الجنوب والشمال. فاليوم، هناك 120 ألف مستوطن في الشمال تحولوا إلى لاجئين، أضف إلى ذلك فشل الحكومة في توفير المساعدة لعائلات القتلى والجرحى.
أما المؤشر الخامس والأخير فيرتبط بموقف الجيل الجديد من اليهود، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يعتبر أكثر جرأة على انتقاد “إسرائيل”، ويرفض مقولات “معاداة السامية، وينشط عدد غير قليل منهم في حركات التضامن مع الفلسطينيين.